أخبارالآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (أسماء حيدوسي) 

أصبح العنف وتدمير الآثار الثمينة ذات القيمة التاريخية العالية من السمات المميزة لداعش   في العراق وسوريا إذ أصبح داعش يبيع القطَع الأثرية ثم ينسف المعابد والمتاحف التي أخذ منها  التحف والآثار ليخفي ، أدلة السرقة والنهب.

 بعد تراجعِ ما كان يحصُلُ عليه داعش من بيع النفطِ والمقدرِ بمليون دولارٍ يوميًّا ، وخسارتِه قرابةِ ثلثي هذا المبلغ ، توجَّه التنظيمُ إلى بيعِ الآثارِ العراقيَّةِ والسوريّةَ في أسواقٍ خارجيّةٍ ليُعَوِّضَ خسارتَه الماليّةَ من العائدات النفطية ، ولتصبحَ أسعارُ التحفِ الأثريةِ الباهظةُ مصدرًا مهمًّا لتمويلِ أعمالِ داعش.

تدميرُ داعش المواقعَ الأثريةَ ما هو إلا عملٌ دعائي، هدفُه محاولةُ إقناعِ مؤيديه بأنه ما زال قويًا بعدَ سنةٍ من الغاراتِ الجوية التي تقودُها الولاياتُ المتحدة على مواقعه في العراق وسوريا حتى بات تدميرُ داعش المواقعَ الأثرية ممنهجةً ومدروسة .

و تؤكدُ الأخبار التي تناقلها ناشطون أنّ داعش يحصُلُ على ضريبةٍ مقدارُها  عشرونَ في المئة من الأرباحِ الناتجةِ من استخراجِ الآثارِ وبيعِها ، إذ إن  داعش هو الوحيدُ المخوَّلُ بمنح تراخيصِ أعمالِ الحفرِ والتنقيب. لكنّ الأمرَ تغيّرَ مع مرور الوقت وأصبحَ داعش منذ نهايةِ السنة الماضية ِ يباشرُ أعمالَ التنقيبِ بنفسهِ بالوسائلِ التي يملِكُها ومنها الجرافاتُ والشاحنات وغَيرُها، وفضلا عن ذلك وسَّعَ عملَهُ في هذا المجال، فسيطرَ على السوق بنشاطه على المواقعِ الإلكترونية لمتابعةِ هذه الأعمال من كثب مؤسسًا  شركاتِ تعقّبِ التجّارِ والوسطاءِ لإخضاعِهم  لسلطتِه.

و بحسَبِ صحيفةِ "الإندبندنت" البريطانية ، فإنَ داعش يبيعُ القطعَ الأثريةَ قبل تدميرَ المتاحفِ في سوريا والعراق، حيث يبيع الآثارَ للتجار الدَّوليين ويكسبُ منها ملياراتِ الدولارات،  ثم ينسفُ المعابدَ والمتاحفَ التي أخذ منها  التحفَ والآثارَ ليخفيَ ، أدلةَ السرقةِ والنهب.

اما على الصعيد الدَّولي فقد اتخذتِ الحكوماتُ والمنظماتُ الدَّوليةُ إجراءاتٍ مهمةً للحدِ من بيعِ التحفِ المسروقة، ففي السنةِ الماضية، أعلنتْ هذه الحكوماتُ والمنظماتُ قائمةً حمراءَ عاجلةً خاصةً بالممتلكاتِ السورية الثقافية المعرضةِ للخطر، في حين عقدتِ يونيسكو مشاوراتٍ لوضع خُطةِ عملِ طارئةٍ لحمايةِ التراثِ الثقافيِّ للعراق، وفي الآونة الأخيرة، ساعد التحالفُ على الحدِّ من نهبِ الآثار من مِنطقة الشرق الأوسط، في حين أعربَ علماءُ الآثار عن خشيتِهم أن يواصلَ داعش تدميرَ المواقعِ التاريخية والأثريةِ الأخرى في المناطقِ التي يسيطرُ عليها في العراق، خاصةً المدنَ الواقعةَ جنوبَ المَوْصِلِ والمسجلةَ ضمنَ قائمةِ يونسكو للتراثِ العالمي .