أخبار الآن | حماة – سوريا (خليل يونس)
في ثاني حادث خلال أقل من شهر، شهدت مدينة السّلمية (التابعة إدارياً لمحافظة حماه) اشتباكات بين عناصر الأمن والشرطة من جهة، والشبيحة من جهة أخرى. ففي صباح يوم الخميس، قام أحد عناصر الشبيحة (من آل الصالح) بإطلاق النار على الشاب علي أسعد، وهو ابن مالك كازية "أم أسعد"، إثر مشادة كلامية بينهما على خلفية قيام الشبيح بتعبئة الوقود دون أن يدفع ثمنه.
مافيا برعاية النظام
حول هذا يعلق أحد الشباب من المدينة: "شيء لا يصدق ذلك الذي يحدث! لا تستغرب أن يكون السبب هو أن الشاب طلب من الشبيح أن يقف على الدور مثلاً، أو قال له لا يوجد بنزين!، هكذا أصبحت الأمور عندنا، ولك أن تتخيل كيف هي حياة الناس هنا إذاً!".
وبعد هروب الشبيح إلى بيته، يقوم عناصر من الأمن والشرطة بتطويق البيت بغية اعتقاله، إلا أنه سارع بالاتصال برفاقه من الشبيحة والذين يقودهم "محمد عفيفي"، طلباً للمؤازرة. وبالفعل، لم يتأخر هؤلاء عن تلبية النداء فقاموا بحصار عناصر الأمن والحي بأكمله، لتحدث على إثر ذلك اشتباكات أوقعت إصابات محققة بين عناصر الأمن، واستخدم الشبيحة في هذه الاشتباكات مختلف أنواع الأسلحة، حتى الثقيلة منها كالدوشكا، مما اضطر عناصر الأمن للفرار تاركين خلفهم بعض سياراتهم وأسلحتهم، ولتدخل بعد ذلك سيارات الشبيحة إلى الحي لأخذ الغنائم ومعها (ابن الصالح) أيضاً، وليبدأ بعد هذا استعراض القوة في شوارع المدينة.
يعلق شاهد عيان على هذا الحادث: "الشبيحة هم الأقوى في المدينة، وخصوصاً شبيحة "ضهر المغر" فهم مدعومون من عائلة سلامة التي ينتمي لها اللواء أديب سلامة رئيس فرع المخابرات الجوية في حلب. أمام الشبيحة والأمن فلا يستطيعان فعل شيء، كلاهما يؤذي الناس، ولكن للشبيحة الكلمة العليا!".
وعلى هذا فهو يرى أن "الأمر لن يتطور، وأن هذه المشكلة ستحل بكل تأكيد، فهذا ليس هو التجاوز الأول بحق الناس أو حتى اتجاه عناصر الأمن والشرطة من قبل عناصر الشبيحة، وكما حلت الأمور سابقا سوف تحل الآن. الناس ضعيفة وتخاف من الفوضى، وتخاف من داعش التي تتربص بالمدينة".
اشتباكات سابقة
وفي حادثة سابقة، في 20 آب الماضي، قام عناصر شبيحة يتبعون لغزوان السلموني أحد أهم متزعمي مجموعات الشبيحة في ناحية الصبورة الواقعة شمال شرقي مدينة السلمية بحوالي 25 كم، بإطلاق النار على عناصر حماية وحراسة بناء السرايا الحكومي الذي يضم المحكمة ومكتب مدير المنطقة ومفارز تابعة للأمن والشرطة.
وفي خلفيات هذه الحادثة أن عناصر الحماية طلبوا من غزوان السلموني وعناصره ترك أسلحتهم وديعة لحين خروجهم من السرايا، لأن الأوامر تقتضي بعد السماح بدخول مسلحين إلى السرايا. إلا أن غزوان رفض هذا وأصر على الدخول مع عناصره بكامل أسلحتهم، ليتطور الأمر إلى مشادة كلامية انتهت بأن يباشر الشبيحة إطلاق النار على عناصر الحماية، وإصابة عدد من أفراد الشرطة.
انسحب بعد ذلك الشبيحة إلى مقرهم في ناحية الصبورة دون أن يترتب على ذلك أي إجراء، على الرغم من أن المبنى الذي تمت مهاجمته يتضمن مكتب مدير المنطقة الذي لم يجرؤ على الظهور إلا بعد مغادرة الشبيحة.
جدير بالذكر أن ممارسات الشبيحة في مدينة السلمية تطال جميع أبنائها دون تفريق بين موال ومعارض، بل إنها كانت السبب في جمع هؤلاء (مؤيدين ومعارضين) في مظاهرة في العام الماضي ضد الشبيحة وممارساتهم، إلا أن رد هؤلاء على هذه المظاهرة كان شديد القسوة، فقد هاجموا المتظاهرين وقاموا بإطلاق النار نحوهم، مما أجبرهم على فض المظاهرة والعودة إلى بيوتهم.