أخبار الآن | السويداء – سوريا (صحيفة الشرق الأوسط)
بدأ شيوخ الكرامة في محافظة السويداء جنوب سوريا، إعادة تنظيم صفوفهم ومحاولة تجاوز الصدمة الكبيرة التي أصابتهم بعد مقتل الشيخ وحيد البلعوس، إذ تم تشكيل القيادة الموحدة لـ رجال الكرامة التي تضم مجموعة من الشخصيات البارزة. كما بدأت الجماعة بإعادة تنظيم وتشكيل فصائلها العسكرية المعروفة تحت اسم البيارق.
وتعهدت القيادة المشتركة في بيان صادر عنها ببقاء سوريا وطنًا للجميع، وأن يبقى جبل العرب حاضنًا لكل سوري مهجّر أو مقيم فيه، أيّا كان مذهبه الديني، عملاً بقول قائد الثورة السورية سلطان باشا الأطرش الدين لله والوطن للجميع.
كما أوضح مصدر مقرب من «رجال الكرامة» أن تشكيل قيادة مشتركة لا يمنع كذلك من تنصيب قائد عام للحركة كون القيادة تبقى حالة رمزية لا بد من وجودها». ومن المرجح أن يتولى الشيخ أبو يوسف رأفت البلعوس شقيق الشيخ المغدور وحيد البلعوس مهمة القيادة في وقت لاحق،
لكن الإعلان رسميًا عن ذلك يتوقف على سرعة خروجه من المستشفى ومثوله للشفاء بعد الإصابة التي لحقت به خلال الانفجار.
وفي أولى مهماتها القيادية أصدرت القيادة المشتركة قبل أيام قرار تشكيل بيرق جديد في بلدة المزرعة، وجرى ذلك في يوم انتهاء مراسيم عزاء الشيخ البلعوس، وهو ما اعتبر رسالة واضحة للتأكيد على استمرارًا عمل «رجال الكرامة». كذلك، أصدرت القيادة المشتركة بيانًا توجهت فيه بالشكر لجموع أبناء محافظة السويداء الذين قدموا واجب العزاء بالشيخ البلعوس، متقدمة بالامتنان لكل أبناء طائفة الموحدين الدروز الذين أقاموا مواقف عزاء للشيخ البلعوس في كل من لبنان والأردن وفلسطين.
وفي ما يبدو أن حركة رجال الكرامة لا تزال غير مقتنعة بصحة الاعترافات التي أدلى بها ما وصفه النظام بالمتهم بعملية الاغتيال وافد أبو ترابة، وبثت على فضائيات النظام الرسمية اعترافات له حول مسؤوليته عن تنفيذ الانفجارات التي استهدفت البلعوس وقياديين في الصف الأول في التجمع، برزت خلال الأيام الماضية مطالبات عدة في السويداء بتسليم أبو ترابة لرجال الكرامة وتشكيل لجنة تحقيق نزيهة تضم كفاءات حقوقية وقضائية من أبناء السويداء لتتولى مهمة فتح تحقيق يتسم بالشفافية والعلنية من جديد، معتبرين أنّ أي تحقيقات تجرى من قبل السلطات القضائية والأمنية السورية لن تكون مقنعة ولا مقبولة، ما دامت أجهزة الأمن هي المتهمة الرئيسية بقتل البلعوس ورفاقه.
وكان من اللافت خروج بعض الفيديوهات الموثقة التي يكشف فيها الشيخ البلعوس شخصيا وعلى لسانه، عن محاولات اغتياله، موجهًا أصابع الاتهام الصريح إلى كل من وفيق ناصر قائد فرع الأمن العسكري بالسويداء، مشيرا كذلك إلى تهديدات من قبل رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك له بالتصفية أمام مجموعة من رجال الدين، مؤكدا كذلك تعرضه لمحاولتي اغتيال تم إحباطهما وكشفهما.