أخبار الآن | دمشق – سوريا (آية الحسن)
"اعترفت وسائل الإعلام الموالية بمقتل تسعة من عناصر قوات النظام وإصابة أكثر من 35 آخرين في استهداف الثوار لرتل عسكري لقوات النظام كان متجهاً لمؤازرة قوات النظام في المعارك الدائرة على أطراف الضاحية". الخبر الذي يبدأ هكذا جافا يحمل في طياته العديد من قذارات نظام الأسد حتى لو كان هذه المرة هو من في مرمى النيران.
فبعد توقف تقدم قوات النظام في معظم جبهات القتال على امتداد سوريا، وبالتالي حرمان العصابات التي ترافق قوات النظام والتي تسمى (عصابات التعفيش) من أهم مواردها، وهي سرقة المنازل في المناطق التي تداهمها قوات النظام، لم تجد هذه العصابات التي ينتمي معظمها لميليشيا "الدفاع الوطني" سوى منازل أهاليها في المناطق الموالية لتمارس نشاطها فيها.
وهذا ما حدث مع سكان ضاحية "الأسد" شمال شرقي العاصمة دمشق، بعد أن اقترب ثوار غوطة دمشق من أطرافها. فسارعت ميليشيا الدفاع الوطني بالطلب من سكان أحد الأحياء في الضاحية إخلاءه حفاظاً على حياتهم، وبالفعل غادر معظم سكان الحي منازلهم على الفور، مصطحبين معهم ما خف وزنه فقط، هذا إن تمكنوا أصلا من اصطحاب شيء من بيوت ظن معظم الموالين في تلك المنطقة أن عناصر الدفاع الوطني ستحميها.
لكن ما إن عاد أهالي الحي في اليوم التالي ليأخذوا بعض حاجياتهم من البيوت حتى وجدوها مفرغة من جميع محتوياتها، بعد سرقة معظم المفروشات من قبل عناصر الدفاع الوطني، أو على حسب السورية الدراجة "عصابات التعفيش" التي تعتبر سرقة البيوت بعد خروج أصحابها منها مهمتها الأولى وواجبها الوطني الأقدس.
"أبو محمد" جاء إلى بيت أقاربه في حي التضامن جنوب دمشق، يقول: "ما إن خرجنا من منزلنا حتى تناهى إلينا ونحن في الشام أن أشخاصا نعرفهم بالاسم قامو بسرقة منازلنا عن بكرة أبيها، سرقوا حتى الستائر، والمحزن في الأمر أن من يزاود علينا بالشرف والتضحيات يسرقوننا دون أن نستطيع توجيه أصابع الاتهام لهم".
أما "أم سماح" فتقول: "عناصر الدفاع الوطني، عصابات نهب وسلب، يخوفننا دائما من دخول المسلحين وقتلنا لمجرد أننا من أبناء الطائفة العلوية، إلا أنني أعتقد أن المسلحين (حسب تعبيرها) أرحم من بطشهم، وعلى جميع الجهات فالعناصر التي تدعي حمايتنا لديها كل الاستعداد لبيعنا في سوق النخاسة مقابل المال".
تستمر الاشتباكات بالقرب من ضاحية الأسد، ويتقهقر النظام أمام ضربات الثوار الموجعة، بينما يبقى السؤال الآن حول المدنيين، الموالين هذه المرة، وهو: ماذا يجب أن يحدث حتى يصدق الموالون أنهم يساندون عصابة من "الزعران" وقطاع الطرق، الذين لا يتوانون لحظة عن سرقة أمهاتهم؟!.