أخبار الآن | دبي – الاملارات العربية المتحدة – (صحف)
نشرت صحيفة هافينغتون بوست الالكترونية الأمريكية، تقريرا يحذر من خطورة سياسة التهجير العرقي التي تتبعها إيران في سوريا، واستشهد التقرير بنموذج بلدة الزبداني ذات الأغلبية السنية التي تعد قريبة جدا من خط إمداد حزب الله، ومجاورة لمناطق تمركزه في لبنان وهذا يزيد من أهمية المدينة بالنسبة لإيران المزيد في التقرير التالي..
الدبلوماسية الايرانية في سوريا ليست بصدد تقديم تنازلات جادة لإنهاء الازمة السورية. انها فقط تدل على أن إيران تسيطر بشكل مباشر على مصالحها على الأراضي السورية،وبالتالي تعيد تشكيل استراتيجياتها وأولوياتها وفقا لذلك، وقد تصل لدرجة التضحية بالأسد نفسه بحسب ما كتبه الحلل الاستراتيجي فيصل العناتي في صحيفة "هافينغتون بوست" الأمريكية.
وفقا للكاتب فإن مفاوضات الزبداني بينت أن إيران تسعى لإعادة تشكيل خريطة سوريا من جديد لتأمين مصالحها.
فأن تعامل إيران مع أزمة الزبداني يشير إلى تحول في استراتيجيتها في سوريا، إذ تجاهلت إيران الاسد ونظامه وقررت ان تتفاوض نيابة عنه سعيا لتأمين مصالحها بشكل مباشر بدلا من الاعتماد على نظام الأسد.
المفاوضات الايرانية في الزيداني تمحورت في شرطين وهما أن يسمح بإخراج مقاتلين من قريتي الفوعة وكفريا، وان يتم تهجير سكان الزبداني من أهل السنة.
وبهذا ستكون هذه أول عملية تهجير طائفي واسع النطاق في الازمة السورية بحسب الكاتب . وليس من الواضح ما إذا كان من شأنها أن تعود بالنفع على النظام، إلا أن تهجير السكان السنة من تلك الأراضي يفيد بشكل واضح حزب الله وإيران، و القوى الشيعية.
ويبين المحلل الاستراتيجي فيصل العناتي ان تهجير السنة (أو الطوائف الأخرى) من شأنه أن يعزز من فعالية الخطاب الطائفي والجماعات المتشددة مثل داعش، ومن شأن الحرب التي تقودها ايران ، أن تؤدي إلى تفكيك سوريا.
وفي الختام يقول الكاتب ان هذا النهج يعكس ببساطة أن الحسابات الإيرانية تعتبر أن النظام السوري أصبح عبئا وعقبة في طريقها وليس وسيلة لتأمين مصالحها الأساسية. كما أن مسألة الزبداني تبين بوضوح أن الإستراتيجية الإيرانية الجديدة تسير دون مقاومة، وسوريا تذهب من سيء إلى أسوأ.