أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (إيهاب بريمو )

تتزايد وتيرة الحرب التي يشنها النظام على الشعب السوري يوما إثر يوم. وبسبب تزايد غارات النظام ووحشيته على المواطنين شكّل الثوار فرق الدفاع المدني في آذار من عام 2013.  

فريق الدفاع المدني والظروف الصعبة

أطُلق عليهم اسم "أصحاب القبعات البيض" وشعارهم هو: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً". أقسموا على العمل بحيادية وإنسانية دون تمييز أو تفرقة، مهمتهم إنقاذ الإنسان دون النظر إلى انتمائه. لا يُولُون لأي حزب وجماعة سياسية. هم من الشعب السوري وفي خدمته.

يضم فريق الدفاع المدني في سوريا حولي 2087 عنصرا موزعين على 88 مركزا لهم على خارطة سوريا بين المحافظات والمناطق المحررة من سوريا(إدلب -حلب- حماه درعا- حمص -دمشق وريف دمشق- اللاذقية).

يعاني الفريق من قلة الدعم المادي الذي اليضمن استمراريته في العمل وإنقاذ الناس من تحت الركام. إضافة إلى أنه وفي فترة من الفترات قُطع الدعم عن الفريق لمدت ثلاثة شهور حيث صرح المسؤولين في هيئة الدفاع المدني أن المشكلة الكبرى التي يمرّون بها هي مشكلة عدم صرف رواتب لهم, فهم منذ ثلاثة أشهر لم يستطيعوا تسليم المتطوعين رواتبهم مما يشعرهم بتقصير وضعف. وكذلك يشعر العامل أن إدارته لا تهتم به, فلهؤلاء العمال عائلات وبيوت تحتاج لدخل ليستمروا بحياتهم وعملهم وإلا فهم سيضطرون لترك عملهم والبحث عن مصدر آخر رغم إيمانهم بأهمية العمل الذي يقومون به.

شهداء ومختطفون

منذ أسبوع مضى تم اختطاف أحد قادة فرق الدفاع المدني في محافظة إدلب، وهو مدير مركز معرة مصرين ويدعى "حاتم الشب" أبو مروان، ولا توجد أية معلومة عن الجهة التي قامت بخطفه أو مكان تواجده حتى اللحظة، دون أي تصريح من الجهات الخاطفة.

قضى العديد من الشهداء من عناصر الدفاع المدني تحت غارات آلة الموت وهم يقومون بأسمى عمل وهو إنقاذ الأبرياء من تحت البراميل المتفجرة والصواريخ التي لا تفرق بين طفل وامرأة ومسن.

في حديث لنا مع "خالد خطيب" وهو المسؤول على جمع المعلومات عن الشهداء والمصابين من عناصر الدفاع المدني وهم يقومون بعملهم قال:

"هناك العديد من الشهداء والمصابين في صفوف عناصر الدفاع المدني. حاليا أعمل على توثيق قصصهم ولدي قصص بعض الشبان مثل "محمد حاتم فياض" حيث اتجه كعادته مع باقي زملائه إلى إحدى القرى في سهل الغاب بريف حماة الغربي يوم أمس، بعد تعرضها لقصف من قبل قوات النظام  وحين وصول فرق الدفاع المدني للمنطقة جددت قوات النظام قصفها، ما أدى لإصابة حاتم بشظايا اخترقت جسده واستشهد على الفور. "محمد" 20 عاما كان طالباً في المرحلة الثانوية قبل اندلاع الثورة، وسارع وأصدقائه للانضمام إلى فرق الدفاع المدني لتقديم المساعدة لشعبه المظلوم. وأيضاً الشاب "محمد فياض" عرف محمد فياض بين أصدقائه بشجاعته ونشاطه وروحه الثورية، وكان يحلم بأن تنتصر الثورة ويسقط النظام لتزاح تلك الغمامة السوداء عن بلاده حتى يعود لإكمال دراسته. محمد هو الشهيد الرابع الذي زفته مديرية الدفاع المدني بمحافظة حماة، ليرتفع عدد الشهداء الإجمالي لدى الدفاع المدني السوري لأكثر من 90 شهيداً".

في كل يوم وكل ساعة في سوريا هناك ضحايا من الأبرياء والمظلومين يرقدون بسلام وأرواحهم تعانق السماء لعل التاريخ يوما يحكي للجيل القادم قصص الثورة والتضحيات التي قُدمت من أجل حرية وكرامة سوريا وشعبها.