أخبار الآن | درعا – سوريا (سارة الحوراني)
يتواصل الحديث عن التجمعات العشائرية التي أخذت تظهر على ساحة الفصائل السورية المقاتلة في منطقة الجنوب، وعن الدعم المالي والعسكري الذي تتلقاه تلك الفصائل ودورها في المنطقة.
ويعتبر تجمع أحرار عشائر الجنوب الأبرز من بين تلك التجمعات والأكثر تنظيماً وتسليحاً. من هو تجمع أحرار عشائر الجنوب؟ والذي برز مؤخراً كطرف مقاتل ضد "داعش" على الرغم من مشاركته بعدة معارك ضد قوات الأسد في محافظة درعا.
من هم أحرار
حسام الكراحشةعشائر الجنوب
يعتبر تجمع أحرار عشائر الجنوب نقلة نوعية في الجنوب السوري، فهو فصيل عسكري وسياسي واجتماعي. نشأ التجمع في البداية تحت مسمى" أحرار الجنوب" ويضم التشكيل 80% من أبناء العشائر في جنوب سوريا من السويداء ودرعا والقنيطرة وريف دمشق وفقاً لـ "محمد عدنان" مدير المكتب الإعلامي لتجمع أحرار عشائر الجنوب.
يقول محمد في حديثه لأخبار الآن بأن: "عدد مقاتلي تجمع أحرار العشائر وصل إلى 3000 مقاتل، حيث تم تدريب العديد منهم عبر دورات تلقوا فيها تدريبات على عدد كبير من الأسلحة الفردية والنوعية، مشيراً إلى أن القيادة العسكرية للتجمع تتألف من أبناء العشائر الضباط والأفراد المنشقين عن النظام السوري، حيث يتولى النقيب "حسام الكراحشة" مركز القائد العسكري للتجمع في الداخل".
ويتابع مدير المكتب الإعلامي أن: "مقاتلي التجمع ينتشرون في الجنوب السوري، وهم على أتم الاستعداد لمواجهة وتسيير أعتى المعارك ضد النظام و"داعش" على حد سواء لافتاً إلى أن تجمع أحرار العشائر على تنسيق مع دول الجوار وخصوصا مع الأردن لمواجهة خطر "داعش" في الجنوب السوري ومحاربته واستئصاله من أماكن تواجده، حيث يتلقى التجمع دعمه من المملكة الأردنية الهاشمية ومن رجل الأعمال الشيخ "ركان الخضير".
التنسيق مع الجيش الحر
يشير محمد أن مقاتلي التجمع ينتشرون في منطقة اللجاة وعلى الحدود السورية الأردنية الشرقية من درعا وفي بلدة اليادودة والنعيمة وكحيل وتخوم اللواء 82 شمال درعا مبينا بأن تجمع أحرار عشائر الجنوب على تنسيق وتواصل مع فصائل الجيش الحر، حيث يتم الاشتراك معهم في غرف العمليات المشتركة أثناء المعارك.
ويقوم التجمع بتقديم الخدمات الميدانية الاجتماعية، كتفعيل آبار المياه للمناطق التي تعاني من نقص الماء، إضافة إلى إشراف التجمع على مستشفى مدني لتخديم مناطق الجنوب وكذلك توزيع المساعدات الإغاثية على الأهالي بشكل شهري.
وعن معركة التجمع التي أُعلن عنها في الرابع من الشهر الجاري ذكر محمد عدنان بأن: "معركة استئصال "داعش" من منطقة اللجاة الواقعة شمال شرق محافظة درعا متواصلة حتى اللحظة، حيث تأتي هذه المعركة رداً على تهديدات وجها للعشائر في الجنوب السوري، بالإضافة إلى تطاول عناصره على عناصر التجمع، وكذلك تلبية لمناشدات أهالي قرى اللجاة بتخليصهم من ظلم "داعش".
معارك الجنوب والدولة المدنية
وحسب البيان الرسمي الصادر عن تجمع أحرار العشائر فإن الاشتباكات تتركز حالياً في قرية حوش حماد المتمركز فيها "داعش" بشكل كبير، حيث تم تطهير المناطق المحيطة بالقرية لكن وعورة المنطقة واستخدام مقاتليه للأسلحة الحديثة بالإضافة لمساندة طائرات النظام لعناصره صعّب من المهمة، فيتم مطاردة عناصره سيراً على الأقدام دون آليات وبأسلحة خفيفة ومتوسطة فقط.
هذه المعركة مهمة كونها تفتح الطريق إلى مطار خلخلة العسكري التابع لقوات النظام السوري بالإضافة إلى فتح الطريق إلى البادية مع دمشق ودير الزور.
ومع القضاء على أكثر من 20 عنصراً من "داعش"، من بينهم قادة من جنسيات مختلفة، واستشهاد عنصر وجرح اثنين آخرين من تجمع أحرار العشائر، قال مدير المكتب الإعلامي لتجمع أحرار عشائر الجنوب: "نسعى إلى بناء دولة مدنية تحفظ حقوق المواطنين كافة، حيث أن أبناء العشائر جزء من الوطن ومن النسيج الاجتماعي والسياسي فيه".
يشار إلى أن منطقة اللجاة تقع بين محافظتي درعا والسويداء وريف دمشق، ويعود سبب تسميتها بـ "اللجاة" لوعورتها التي شكلت ملجأً لكل هارب أو مظلوم منذ مئات السنين .