أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (وئام الشاهر)

يتواصل حصار مدينة التل للشهر الثاني على التوالي، دون أي تحركات من منظمات إنسانية وإغاثية تذكر. وفي ظل الوضع الإنساني المنهار في المدينة خرج بعض الأهالي في تجمع صامت جاب الشوارع رافعاً لافتات يصف حالته وترديها بحسب المركز الإعلامي في التل، قبل العيد بيوم واحد.

"أين حقوق الإنسان ؟! أين المنظمات الإنسانية ؟! فكوا الحصار", "60 يوما والمدينة محاصرة بلا سبب !"، "من العيد إلى العيد, فكوا الحصار عنا"، هذه كانت لافتاتهم ومطالبهم التي ربما أصبحت مستحيلة، إذ أنها تُردد منذ الأسبوع الأول دون مجيب أو محاولة لرفع حالة الحصار هذه عنهم.

العيد والحصار

سمح النظام في اليوم الأول للعيد للأهالي بالخروج لجلب أضاحيهم، وقد ساهمت جمعية "إنعاش الفقير" في المدينة بإدخال شاحنة أضاحي للمدينة بحسب تنسيقية مدينة التل، وفي حديث مع الأهالي فقد تبين أن أول يوم للعيد لم تتوافر فيه الأضاحي، إذ أن السماح بإدخالها جاء متأخرا، ما جعلهم يؤجلون أضاحيهم لليوم الثاني.

في اليوم الثالث للعيد تجدد إغلاق الطرقات وإعادة الأهالي وعدم السماح لهم بالخروج من المدينة.

لم يكن هذا العيد كأعياد المدينة التي مضت، إذ لا ملابس في الأسواق, ولا ألعاب أو حلوى بسبب الحصار الذي تعيشه المدينة كما أخبرنا الناطق باسم مركز التل الإعلامي "صادق الوعد": "وقد منع تجميع الأراجيح والبسطات في مكان يقصده الأطفال, كما هو المعتاد، خشية استهداف هذه الأماكن بسيارات مفخخة أو ماشابه" ويكمل: "ثمة بعض الأراجيح المتفرقة في الأحياء وبعض باعة الحلوى البسيطة".

وتم إدخال ما يقارب 500 أضحية وتوزيعها من قبل الجمعيات الخيرية على الأهالي والمحتاجين. وكما كل المدن المحاصرة تحاول المدينة إحياء عيدها بالقليل الذي فيها والأمل في سلوك اطفالها.

الحصار .. تجاهل النظام وحيرة الأهالي

يذكر أنه تم افتتاح سوق لبيع المواد الغذائية والخضار والفواكه في بلدة معربا القريبة من مدينة التل, ليقوم من يسمح لهم الخروج من طلاب وموظفين وفي حالات قليلة بعض الأهالي بالشراء منه، ليسمح لهم بإدخال حاجاتهم الشخصية وما يزيد يدفع عنه المال أو يتم إرجاعه مع صاحبه بحسب الأهالي، إذ أن عددا منهم يقف يوميا لساعات طويلة قرب الحاجز منتظرين فرصة للخروج وشراء حاجاتهم والعودة.

تحدثنا "أم أحمد" من مدينة حرستا أن هناك تدقيق شديد على أهالي مدينة التل بالذات، إذ أنها حين يسمح لها بالخروج بعد طول انتظار تمنع جارتها من الذهاب معها لكونها من التل، هذا عدا عن الإذلال والتهديد وإطلاق الرصاص في الهواء لتفريق الأهالي المتجمعين. وتحكي عن إيقافهم في طريق العودة إلى المدينة أيضا لساعات, ثم الاختيار العشوائي لمن سيدخل وإبقاء الآخرين لينتظروا لساعات أخرى.

هذا الواقع لا زالت تعيشه المدينة، حتى في العيد، والذي لا تلوح له أية نهاية، إذ رفضت كل محاولات المسؤولين في المدينة للتفاوض مع النظام، ورفض إعطاء أي سبب للحصار.