أخبار الآن | دير الزور – سوريا (زينة العلي)
تحت أي مسمى يُقتل الناس في ظل حكم "داعش"؟ وبأي حجة جنائية أو حتى فقهية يتم التعامل مع حالات القتل والإعدام و"القصاص" في المناطق التي تخضع لسيطرة عناصر "داعش" الإرهابيين.
معظم تلك "المحاكمات" المزعومة للأفراد هنا في مدينة دير الزور تتم بتهم مختلفة، في غالبيتها بلا دليل أو بيّنة أو شهود.
بتهم متعددة بين الردة والكفر والزنا، يتم قتل نساء بريئات بأعمار مختلفة لينلن حصتهن ونصيبهن من قوانين وشرائع "داعش" المتناقضة.
سوزان الضحية الجديدة
"سوزان خلف الفسحل" فتاة من إحدى قرى دير الزور وتسكن في المدينة، في الثانية والعشرين من عمرها، كل ذنبها هو أن أخا لها ينتمي الى تنظيم "جبهة النصرة" في القلمون.
تحادث سوزان أخيها عن طريق رسائل WhatsApp لتطمئن عليه، فكان أن قامت محكمة "داعش" باستصدار أمر اعتقالها وتوجيه التهمة لها بـ "الردة"، فأخوتها كفرة أحدهم قتل أميرين من أمراء الحرب من صفوف "داعش" قبل موته هو الآخر، والثاني رفض مبايعة "البغدادي" ليبقى منضوياً تحت جناح "الجولاني"، وهكذا ذهبت الفتاة ضحية اقتتال هاتين القوتين المتشددتين.
سجنت سوزان لأكثر من شهر في سجون "داعش" في مدينة دير الزور، ثم تم تسليم جثمانها الى أهلها بعد أن شوهته رصاصة الموت.
منع "داعش" أهل سوزان من تشييعها، وتغسيلها والصلاة عليها أيضاً، فالمرتد لا يحق له أن يدفن وفق تعاليم الشريعة الإسلامية. بالمقابل التزم أهل الفتاة بالصمت وعدم التعليق. لكن تسريبات بدأت تتناقل على ألسنة الأهالي.
وبعد أن شاع خبر مقتل سوزان، نشر "داعش" إشاعة بشعة لتغطية جريمتهم، وهي أنها قد قامت بقتل ضرتها، مع العلم أن سوزان هي فتاة عازبة ولم تتزوج بعد!!
ما أشبه "داعش" بكل بشاعته وكذبه وإجرامه هنا، بنظام دمشق بكل تضليله وعفونته وعنفه هو الآخر.
وسط كل هذا تدفع المرأة السورية الضريبة الأكبر من العنف الموجه ضدها، وسط حرب على الشعب يتناوب على إشعالها النظام والفصائل المتشددة.