بدأت أمراض أورام الدم تنتشر شيئا فشيئا بالغوطة الشرقية لدمشق , اسوة بالعديد من الأمراض التي ظهرت مؤخرا هناك كدائي النغف والسل اللذين لم تتحرك منظمة الصحة العالمية بالشكل المطلوب للحد من انتشارهما .
وقالت الطبيبة هدى الشامي (طبيبة في مركز الرحمة لمعالجة الأورام و أمراض الدم) للهيئة السورية للإعلام:" لاحظنا في الآونة الاخيرة ازديادا كبيرا في امراض أورام الدم داخل الغوطة , والذي يعود لنقص المناعة والعامل النفسي ونقص الغذاء والدواء ويعد التلوث البيئي بفعل القصف المستمر هو السبب الاساسي لانتشار المرض ".
وأضافت مصادر طبية أن أمراض الدم الأكثر شيوعاً في الغوطة هما اللوكيميا والليمفوما , مشيرة الى أن مرضى الليمفوما يحققون نسبة شفاء جيدة بينما تكمن الخطورة في علاج مرضى اللوكيميا لأنها تدخل في عدة مراحل علاجية و تحتاج لصادات نوعية وغرف عزل خاصة.
ويبدأ مرض الليمفوما في الأنسجة الليمفاوية في الجسم ومن أعراضه سوء حالة عامة وحرارة ليلية ، وتعرق ليلي أما مرض اللوكيميا فمن أعراضه الشائعة الدنف ووهن وزلة نفسية مع تسرع قلب وشحوب عام و ابيضاض الدم .
أطفال الغوطة الأكثر عرضة للإصابة
وأكد رئيس مجلس إدارة مركز الرحمة السيد خالد سليمان إن المركز يعاني من نقص المستلزمات الطبية مع انقطاع دائم في الكهرباء بالإضافة إلى نقص الأجهزة المخبرية لإجراء التحليلات الطبية المناسبة.
وأضاف سليمان: "إن الطاقم الطبي يواجه صعوبات في التعامل مع مرضى أورام الدم وذلك للنقص في اليد العاملة الطبية وقلة مصادر الدعم".
ونوه سليمان الى ان الاحصائيات التي اجراها المركز بينت ان 60 % من الحالات نساء و 25% اطفال و 15% رجال
ووفقا لأطباء المركز فإن حالات مرضى الدم ازدادت في الآونة الاخيرة وخاصة لدى الاطفال .
ومن جانبه قال أبو انس (والد أحد الأطفال المرضى) أن العلاج داخل المركز يتم بالمجان ودون دفع أي تكاليف من قبل المرضى.
يذكر أن مركز الرحمة الطبي يستقبل يوميا عشرات الحالات الإسعافية و الطبية داخل مناطق الغوطة المحاصرة.
في ريف دمشق، فقد توفي اليوم الرضيع عمر الشغري من مدينة دوما بسبب نقص الغذاء والدواء في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على الغوطة الشرقية منذ أكثر من عامين.
وبوفاة الرضيع عمر يكون عدد الضحايا من الأطفال الرضع الذي توفوا في الغوطة الشرقية بسبب الحصار وموجة البرد التي تضرب المنطقة ارتفع منذ بداية العام الحالي إلى 15 رضيعا.