أخبار الآن | دير الزور – سوريا – (زينة العلي)
يعتبر سجن النساء في عدرا هو المحطة الأخيرة لكل معتقلة حيث تجتمع النساء فيه بانتظار محاكمتهم في ما يسمى "محكمة الإرهاب".
يعتقد الكثير أن دخول سجن عدرا هو حياة جديدة بعد الاختفاء في غياهب الفروع الأمنية، رغم أن مدة البقاء في السجن قد تتجاوز السنة في حال قام القاضي بإيقاف إحداهن. لكن هناك حالات عادت فيها المعتقلة من جديد إلى المجهول واختفت خلف قضبان أخرى مجهولة أيضاً.
ولعل الدكتورة "فاتن رجب" والتي اشتهرت قصة اختفاءها من سجن عدرا منذ حوالي السنة والمعتقلة أمل الصالح التي اختفت أيضاً من سجن عدرا منذ ما يقارب السنة والنصف، خير مثال على ذلك.
كفاء الأحمد
كفاء صالح الأحمد بنت جيجانة، من مواليد 1992 الحسكة، دخلت سجن عدرا بتاريخ 28-3-2012 بتهمة تشكيل عصابة والمشاركة في خطف ضابط مع زوجها المدعو حمدو محمد بكور وصديقه.
تم تحويل كفاء بتاريخ 4-11-2013 إلى محكمة ميدانية عسكرية بعد أن مثلت أمام القضاء العسكري لمرة واحدة فقط خلال مدة اعتقالها. والجدير بالذكر أن هذه المحاكم لا تقبل المحامين ولا يمكن الدفاع عن المتهم الماثل أمامها أو دفع كفالة له وإخراجه بقيمة هذه الكفالة، حتى أن البعض منهم يمنع من تقديم طلب لإخلاء سبيله الى القاضي، ففي هذه المحاكم إما الخروج وإما الحكم ولا حل ثالث.
كفاء التي قضت كل تلك السنوات لم يزرها أحد من أهلها، ولم تتواصل معهم إلا في الأشهر الأخيرة حيث علمت بوفاة والدتها وهي وراء القضبان، كما أنها أجرت منذ مدة قليلة عملية لاستئصال ورم كان قد ظهر في بطنها منذ أكثر من سنة، وها هي تختفي مرة أخرى بعد أن وقع القاضي العسكري ورقة براءة كفاء بتاريخ 26-7-2015 حسب ما صرح به أحد الشرطة المتواجدين في سجن عدرا للنساء.
لكن كفاء ومنذ ذلك التاريخ، اختفت ولم تخرج. يقول الشرطي نفسه أنه ربما تم تحويلها الى ما يسمى بالأمن القومي حيث تتحول الكثير من النساء إليه بعد توقيع إخلاء سبيلهن، كي يتم تبديلهن في أي عملية تبادل أسرى مع المعارضة.
مروة سليمان
أما "مروة أكرم سليمان" من الناصرية في قرى القلمون، فقد تم اعتقالها على يد فرع الأمن الجنائي في باب مصلى، ثم تحولت إلى تهمة الإرهاب بتاريخ 5-9-2013. وذلك بعد أن اعترفت عليها إحدى صديقاتها بأنها ضمن مجموعة "إرهابية" مع "المسلحين".
لاقت مروة أبشع أنواع التعذيب في الفرع بعد ان اتهمت بتهم خطيرة جداً وبعد ذلك بشهرين تم تحويلها إلى سجن عدرا للنساء.
ظنت مروة كغيرها أن المطاف انتهى هنا، وأن حكمها مهما كان ستقضيه بين جدران هذا السجن.
مروة كغيرها من بنات القلمون، لم يتمكن أحد من أهلها من زيارتها، أو توكيل محام لها. عُرضت على القاضي الذي أوقفها وحولها إلى ما يسمى "جنايات الإرهاب". وفي الجلسة فوجئت مروة بكم ونوعية التهم التي نسبت إليها، من خطف وقتل، لكن هذه المحاكم لا تسمح للمتهم حتى بقول نعم أو لا لأي تهمة تنسب إليه.
وبتاريخ 17-3- 2015 كان آخر ظهور لمروة سليمان، حيث حضرت جلسة جديدة من محاكمتها وبدل أن تعود إلى السجن في عدرا، اقتيدت إلى مكان مجهول.
كثرت الأسئلة عن مروة، والبحث عنها، ولكن لا نتيجة حتى اللحظة.