أخبار الآن | أزمير – تركيا – (محمود العبدلله)
في ظل التواجد الكبير للسوريين في تركيا من الراغبين بالهجرة إلى أوربا، وفي ظل ارتفاع أجور الإقامة في الفنادق، يضطر الكثير من المسافرين بين المدن التركية للنوم والاستراحة في الأماكن العامة كالكراجات والمساجد والحدائق العامة.
مضافة سورية
هذه الأسباب وأسباب أخرى دفعت الناشط "حسن أبو الطيب" لإنشاء مضافة للسوريين القادمين إلى مدينة أزمير التي يتوافد إليها مئات السوريين يومياً، حيث قام "أبو الطيب" منذ شهرين باستئجار بيت كبير وواسع مكون من طابقين يحتل موقعاً هاماً في مركز المدينة من أجل سهولة وصول المسافرين إليه.
يقول "أبو الطيب" صاحب مشروع المضافة في حديث خاص لـ"أخبار الآن": "أتتني فكرة إنشاء المضافة أثناء ذهابي إلى أزمير حيث وجت الكثير من المسافرين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ومن ثم بدأت بالبحث عن منزل تلجأ إليه هذه العائلات لكي لا تبقى في العراء، وقد تمكنت من استئجار منزل سكني في مركز المدينة وقمت بالتعاون مع أهل الخير بفرشه وتجهزيه بالحاجيات الضرورية التي يحتاجها المسافر".
يخرج "أبو الطيب" كل يوم إلى الكراجات ويتجول في الحدائق والأماكن العامة باحثاً عن السوريين الذين تتقطع بهم السبل ولا يجدوا مكانا يبيتون فيه، ومن ثم يقوم بجلبهم إلى مضافته ليُقيموا ريثما يرتبون أمور حياتهم إن قرروا البقاء في المدينة، أو ليغادروا في رحلة محفوفة بالمخاطر صوب أوربا في تجربة حياة جديدة ومجهولة.
خدمات المضافة
تقدم المضافة العديد من الخدمات لنازليها كمكان مناسب للنوم وهي مخدمة بالكهرباء والماء والإنترنت والتدفئة.
وتحدث "أبو الطيب"عن الخدمات التي يقدمها في مضافته: "أسعى بكل جهدي لتقديم ما يحتاجه الأخوة في مضافتي وأحرص على مساعدتهم قدر المستطاع، فبالإضافة إلى تأمين مكان للإقامة أحاول مساعدتهم في الحصول على عمل أو في إخراج بعض الأوراق الثبوتية المطلوبة من الدوائر الحكومية التركية وأقدم لهم النصائح كوني وصلت إلى هنا منذ فترة طويلة".
يحاول دائما "أبو الطيب" نشر صور "المضافة" على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تعريف الناس بها وتعريفهم بعمله، حيث أصبحت المضافة مشهورة ومعروفة لدى الكثير من الناس، كما أصبحت أرقام هواتفه وحساباته على مواقع التواصل متداولة لدى المسافرين إلى أزمير، وحول هذا يقول: "نشرت أرقامي وحسابي على السكايب والفيس بوك وأنا دائماً مشغول في الرد على المسافرين وتعريفهم بمكان المنزل ليتمكنوا من الوصول إلينا".
تجربة للتعميم
يقول الأهالي الذين نزلوا في "المضافة" أنهم تلقوا العديد من الخدمات وتمكنوا من توفير بعض مصاريفهم، وكانوا من الشاكرين للمقيمين عليها، وقد تحدث ل"أخبار الآن" الشاب "محمد خالد" الذي أقام في المضافة لمدة ثلاثة أيام: "بعد مجيئي إلى أزمير بهدف البحث عن عمل أقمت في المضافة عدة أيام متواصلات إلى أن تمكنت من إيجاد عمل لي، وأنا أشكر "أبو الطيب" على ما قدم لنا من مساعدات وخدمات خلال إقامتي".
يسعى "أبو الطيب" إلى إقامة مضافات في مدن أخرى من أجل خدمة السوريين ويتمنى ممن يستطيعون القيام بهكذا مشاريع أن يبادروا إلى تنفيذها نظراً للحاجة الماسة لها في ظل كثرة أعداد المسافرين وعدم قدرتهم على الإقامة في الفنادق التي تطلب منهم أموال لا يقدرون على دفعها.