أخبار الآن | سوريا – حلب (مراد الشواخ)
لا يمكن لك أن تمر في حيّ في المناطق المحررة في حلب دون أن ترى بسطة للمحروقات تقف عندها السيارات للتزود بالوقود في مشهد لم يكن مألوفاً قبل أن تتعرض هذه المدينة للقصف والحصار من قبل قوات النظام.
غياب محطات الوقود
توقفت محطات الوقود عن العمل خشية تعرض المدينة للقصف العشوائي بالبراميل والصواريخ والمدفعية في منتصف العام 2012 بعد أن خرج 75% من مدينة حلب عن سيطرة نظام الأسد.
بدأت بعدها ظاهرة بيع الوقود في الشوارع على الأرصفة عبر براميل لتزويد الناس بالوقود من بنزين ومازوت (ديزل) وكاز والتي أصبحت تباع بأربع أو خمس أضعاف ثمنها بعد تهريبها من مناطق سيطرة النظام الذي يسيطر على مصافي التكرير في كل من حمص وبانياس.
وظهرت أيضاً أنواع جديدة للديزل والبنزين تأتي حسب ترتيب الجودة (نظامي– مكرر- عراقي) ويتسبب النوعان الأخيران عادة بتعطيل محركات السيارات بعد مدة من الزمن.
يأتي البنزين النظامي من مناطق سيطرة النظام مدينة "حماة" وسط سورية عن طريق تقديم رشاوى كبيرة لحواجز النظام والشبيحة بينما تأتي بقية المحروقات كالنفط الخام من مناطق سيطرة "داعش" الذي يبيعها الأخير للتجار ويتم تكريره بمصافي بدائية في المناطق المحررة.
مراسل أخبار الآن قام بجولة على عدد من بائعي المحروقات في مدينة حلب والتقى "حج حسن الشيخ" أحد بائعي الوقود في حلب حيث قال خلال حديثه: "تعرضت الكثير من أماكن بيع المحروقات للقصف مما أدى لانفجار براميل الوقود وموت البائعين وحرقت مباني بالكامل نتيجة القصف حيث كان يخزن في أقبيتها خزانات للمحروقات".
داعش وأسعار المحروقات
السوق محكومة بالعرض والطلب وغالباً داعش الذي يتحكم بمعظم آبار النفط في سوريا هو من يرفع ويخفّض أسعار النفط.
البنزين النظامي يصدّره داعش للعراق بكميات كبيرة وهو ما يسبب رفع أسعاره لثمانية أضعاف. وعندما أغلق داعش طريق النفط على المناطق المحررة وأبقى على التصدير للنظام أصبح سعر اللتر الواحد من البنزين في المناطق المحررة 1000 ليرة سورية مقابل 60 ليرة في مناطق سيطرة النظام.
الجدير بالذكر أن أزمة المحروقات مستمرة في المناطق المحررة نتيجة تحكم داعش في آبار النفط ونادراً ما يقوم ببيعه لتجار المناطق المحررة عند حاجتهم الماسة لسوق لتصريف النفط المستخرج لديهم.