أخبار الآن | القلمون- سوريا – (أبو محمد اليبرودي)
بالتزامن مع توتر الأوضاع الأمنية في مدن القلمون الشرقي كالرحيبة وجيرود تحديداً مع قطع النظام العسكرية المجاورة، تأتي أولى غارات الطيران الروسي على منطقة "البترا" المعقل الأساسي لثوار القلمون الشرقي كأكبر تصعيد عسكري من قبل النظام السوري رداً على رفض الثوار تحقيق مطالب النظام في المنطقة.
قصف جبال البترا
أفاد ناشطون ميدانيون من القلمون الشرقي أن طيرانا روسيا يشاهد لأول مرة في المنطقة قام بست غارات جوية على منطقة جبال البترا التي تضم أكبر عدد من المقرات لكتائب جيش الإسلام وفيلق الرحمن وأحمد العبدو، والتي تعد من الفصائل المعتدلة وسط تكتم كبير من قبلها عن أرقام القتلى والجرحى.
وذكر الناشط "أبو يحيى" مدير المكتب الإعلامي في جرود القلمون أن "قصف جبال البترا من قبل الطيران الروسي ترافق مع تحليقه بشكل مكثف في سماء مدن القلمون الشرقي وعلى علوّ منخفض لساعات طويلة وذلك في سبيل نشر الرعب بين الأهالي ودفعه للضغط على الثوار لقبول مطالب النظام".
ويضيف الناشط أن النظام قد عجز منذ فترة طويلة عن القيام بأي تحركات عسكرية له في المنطقة، خاصة بعد أن سحب العديد من آلياته من اللواء 20 باتجاه ضاحية الأسد مؤخراً.
ويأتي هذا التصعيد من قبل الطيران الروسي عقب تهديدات من قيادة الفرقة الثالثة للنظام السوري في حال عدم السماح لهم بتمرير آلياتهم مجدداً عبر طرقات القلمون الشرقي باتجاه نقاطه العسكرية المنتشرة هناك.
ويذكر نشطاء بأنه لا تواجد لأي عنصر من "داعش" في منطقة القلمون الشرقي منذ أكثر من عام وذلك عقب المعارك التي شنها ثوار المنطقة عليه ودحره باتجاه البادية السورية.
فتح طريق القلمون الشرقي
ويؤكد القائد العسكري "أبو الوليد القلموني" بأن هدف الطيران الروسي اليوم كان ضرب كتائب الثوار بشكل أساسي بهدف إضعافها أمام قوات النظام والتي عجزت منذ فترة طويلة عن دخول أو اقتحام مدن القلمون الشرقي.
ويشير القلموني أنه بالنسبة للثوار فلا فرق بالنسبة لهم بين طيران روسي أو سوري فهم قد اعتادوا على هكذا نوع من القصف لكنه يؤكد أن تدخل الطيران الروسي في هذا الوقت جاء بالتزامن مع الحاجة الملحة للنظام السوري لاستخدام طرقات القلمون الشرقي وتسهيل الوصول لقطعه العسكرية شبه المحاصرة في المنطقة إضافة لهدف القضاء على كتائب الثوار والتي باتت تشكل عائقا بعد ضرباتها المستمرة في الفترة السابقة.
يشار إلى أن منطقة القلمون الشرقي تستحوذ على شبكة هامة من الطرقات والمواقع الاستراتيجية الواصلة بين جنوب وشمال سوريا بالإضافة لوصل الريف الدمشقي بالبادية السورية وطريق الأردن الذي تسلكه كتائب الثوار أثناء خضوعها للتدريبات وإيصال الجرحى.