أخبار الآن | حماة – سوريا (خليل يونس)
"مجزرة الدبابات" هو الاسم الذي أطلقه ناشطون على يوم البارحة. فالمعركة التي حشد لها النظام عسكرياً عبر القصف على البلدات والقرى بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة وبمؤازرة الطيران الروسي الذي لم يتوقف، وعبر حشد قواته البرية على عدة محاور لاقتحام الريف الشمالي. ثم إعلامياً عبر تصويرها أنها ستكون "أم المعارك" لرفع معنويات مؤيديه والتأثير نفسياً على خصومه؛ هذه المعركة باءت بالفشل حتى الآن.
خسائر موجعة وتعتيم إعلامي
لم يتوقف الفشل على أنه لم يتسن لقوات النظام تحقيق أي إنجاز ميداني يعتد به، بل أيضاً عبر الخسائر الفادحة في العتاد والجنود، رغم الكثافة النارية الداعمة من الأرض والجو، إذ بلغت الخسائر فقط من الآليات، ما يزيد على 15 دبابة وعربة مصفحة. انعكس هذا الفشل على إعلام النظام المواكب لهذه المعركة، والذي راوح بين اختلاق ما لم يحصل، كالادعاء بأن النظام سيطر على بلدتي لطمين وكفرنبودة، ثم البحث عن نصر وهمي كالادعاء بأن النظام سيطر على تل عثمان والمغير اللتان هما بالأصل تحت سيطرته، لينام هذا الإعلام على خبر أن 70 كم هي حصيلة المساحة التي بسط النظام سيطرته عليها!.
ناشط ميداني من "كفرزيتا" ومواكب للمعارك على الأرض يصرح لأخبار الآن: "كان لدينا معلومات تقريبية حول ساعة الصفر التي حددها النظام ليبدأ هجومه، وكما كان هو يعد لمعركته، نحن أيضاً كنا نتجهز للدفاع عن أنفسنا وبلداتنا وأهلنا، إذ تم تعزيز نقاط الرباط واستدعاء بعض الدعم من فصائل أخرى كجيش الفتح، لكن معظم المقاتلين هم من أهل المنطقة والقرى المجاورة. لم تكن المعركة سهلة علينا، فالنظام يمهد لها بالقصف المجنون براً وجواً منذ أيام عديدة، وعندما حاول التقدم كان مدعوما بإمكانيات نارية جبارة، ولكننا استطعنا دحره وتكبيده خسائر لم يكن يتوقعها".
ويتابع شارحاً معارك اليوم الأول: كانت مورك هي منطلق قوات النظام إلى عدة محاور: لطمين وتل الصياد ولحايا، تقدم النظام كان طفيفاً على محور تل الصياد، واستطاع السيطرة على تل لطمين لكن سرعان ما تمت استعادته. وهناك محاور أخرى كمحور بلدة عطشان ولم يستطع التقدم هناك. أما على محور اللطامنة انطلق هجوم النظام من نقطتين: حاجز حرامي الحطب وزلين، ولكنه أيضاً تراجع نتيجة الضربات الموجعة له. المحور الأخير كان كفرنبودة حيث استطاع النظام السيطرة على بعض النقاط، ولكن استطاع الثوار استعادة بعضها بعد أن امتصوا صدمة الضربة الأولى.
الريف الغربي أيضاً
لا زال الريف الشمالي مشتعلاً، ولا زالت معركة النظام مستمرة وكذلك صمود المدافعين عن بلداتهم. ولا يزال التمهيد الناري كثيفاً، لاسيما على اللطامنة وكفرنبودة وكفرزيتا التمهيد من أجل اقتحامهم، لكن ثمة جبهة جديدة فتحت اليوم، مما سيشكل ضغطاً على مقاتلي الجيش الحر، وهي جبهة الريف الغربي "الغاب" ولأخبار الآن أفاد لنا الناشط الميداني "أبو العبد" المتواجد في المنطقة: "منذ الصباح شن النظام هجوماً على ثلاثة محاور: جب الأحمر وتل واسط والبحصة. هناك تقدم لقواته على محوري جب الأحمر والبحصة، وقد سبق هذا الهجوم تمهيد ناري كثيف عبر الأسلحة الثقيلة والطيران الروسي. لا يزال مقاتلي جيش الفتح وفصائل أخرى يخوضون أشرس المعارك لصد هذا الهجوم، والأمر ليس يسيراً، فنحن نقاتل عدة جيوش تجمعت في جبهة واحدة".
وجدير بالذكر، أن الإعلان عن هذه المعركة، تولى إذاعته اليوم عبر قنوات الإعلام التابعة للنظام السوري، العماد "علي أيوب" رئيس هيئة الأركان العامة لجيش النظام، وتعتبر هذه خطوة لا سابق لها، إذ كان ثمة ناطق رسمي معتمد لإذاعة البيانات العسكرية الرسمية، وهو ما يعكس أهمية هذه المعركة بالنسبة للنظام. يشير العماد علي أيوب في بيانه إلى دور الطيران الروسي في تخفيض القدرات القتالية "لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى" على حد تعبيره، ويؤكد على أن "زمام المبادرة العسكرية" لا زالت بيد قوات النظام، وأن "قوات بشرية مزودة بالسلاح والعتاد" جديدة تم تشكيلها، وأهمها "الفيلق الرابع / اقتحام"، ويختم بالإعلان عن بدء المعركة.