أخبار الآن | الرقة – سوريا – (أحمد ابراهيم)
شهدت مدينة الرقة الأسبوع الماضي، وتحديدا في السابع من تشرين الأول الجاري 2015، إطلاق نار في أحد المكاتب الأمنية بحي الثكنة، حيث أقدم أحد منتسبي داعش على إطلاق الرصاص على عناصر المكتب الأمني فقتل خمسة منهم. كانت الحادثة على خلفية تزويج زوجته وابنة عمه، المنتسب أيضا لـ"داعش" والذي قتل قبل 20 يوما في تدمر، لمهاجر "آذري".
تجاوزات داعش الشرعية
تكررت هذه الحالة مرات كثيرة بحق نساء كثر في الرقة، وهناك أكثر من حادثة حول نساء اكتشفن بعد أيام من تزويجهن، بعد وصول خبر مقتل الزوج الأول، أنه لا زال على قيد الحياة.
لم يلتزم عناصر داعش بالعدة الشرعية، حيث لا يُسمح لمعظم نساء داعش المحليات أو "السبايا" أو حتى المهاجرات من الحمل إذ إن هناك أكثر من عيادة تتبع لـ "داعش" مهمتها إسقاط الجنين في حال تم الحمل.
الجور الأكبر في سيطرة داعش على الرقة هو الذي وقع على النساء، الحلقة الأضعف في معادلة الحرب. فبعد سيطرة داعش على الرقة في الشهر الأول من عام 2014 بدأ إعلامه بمخاطبة المرأة وعبر لوحات إعلانية كبيرة بكل شوارع المدينة بأنها: "الدرة المكنونة والجوهرة المصونة"، ولكنه في الحقيقة لم يرى فيهن غير جواري يلبين رغبات عناصره، قبل أن يتم اتهامهن بالخطايا وضرورة وأدهن ورجمهن وجلدهن.
تجلى ذلك في جلد طالبات مدرسة "حميدة" اللاتي لم يتعدين السادسة عشر عاما بداية 2014 من قبل نساء كتيبة الخنساء بعد سيطرة داعش مباشرة على الرقة. وكانت الحجج جد واهية كارتفاع ربطة الشعر قليلا أو ظهور الحواجب. وتلاها بتاريخ 17/7/2014 رجم امرأة في مدينة الطبقة غربي الرقة "50 كم" بتهمة الزنا، ليُكشف بعد يومين أن الزاني ما هو إلا أحد عناصر داعش دون أن يتعرض لمحاسبة أو مساءلة. ثم بعد هذه الحادثة بيومين وتحديدا 19/7/2014 رُجمت امرأة ثانية في مدينة الرقة دون الإعلان عن اسمها.
سياسة التقرب .. ترهيب واستغلال
وبعد أن استقر الأمر لـ داعش بشكل كامل وبسط سيطرته، فرض على الأهالي التقرب منه وفُرضت البيعة للخليفة في الجوامع والمضافات، وتبادل عناصره وبعض الانتهازيين من العشائر الولائم الباذخة في حين كانت طوابير من آلاف الفقراء تصطف أمام مطبخ الرقة الإغاثي. ومن أولى بوادر التقارب كانت عمليات المصاهرة بين فئة من الوصوليين ركبت الموجة ومنتسبي داعش وتزويج بناتهم للمهاجرين على وجه الخصوص.
لكن العرف والعادات العشائرية بعدم تزويج الغريب كانت مدخلا لرفض الكثير من الفتيات الزواج بالعناصر من المهاجرين، ولو بشكل جزئي. ولعل حادثة انتحار الطالبة الجامعية "فاطمة الجمعة" من ريف الرقة الغربي الذي أراد والدها تزويجها من مهاجر تونسي، تمثّل مزاج نساء الرقة تجاه عناصر داعش وتفضيلهن الموت على ذلك.
في ذات الوقت، افتتح داعش هيئة ما يسمى بـ"سهم اليتيم"، وهي أشبه بالمنظمات الإغاثية، وتستمد الهيئة تمويلها من ما يسمى "بيت مال المسلمين" الذي يمول من الغنائم ومن مصادرات بيوت الناشطين. ويهتم "سهم اليتيم" بالأرامل وعائلاتهن، ولكنه في الحقيقة كان مكتبا "للتحرش الشرعي" حيث يتم مساومة الأرملة على جسدها أو جسد إحدى بناتها كشرط للحصول على حصتها من الإعانة المخصصة لها.