أخبار الآن | حلب – سوريا (بهاء الحلبي)
شن "داعش" صباح يوم الأربعاء هجوماً على الجيش الحر في قريتي "تل جبين واحرص "في ريف حلب الشمالي، حيث حشدوا الأسلحة الثقيلة والعناصر المتواجدين في المناطق القريبة، وقد استطاعوا بسط سيطرتهم على القريتين لعدة ساعات، هجرت على إثرها عشرات العائلات المنطقة.
لم تمض ساعات قليلة على سيطرة "داعش" حتى بدأ هجوم الجيش الحر على مواقعه. في البداية استعادوا بلدة تل جبين بعد معارك قوية مع عناصره، وقتلوا منهم ما يقارب 20 عنصراً واستمر زحف الجيش الحر نحو قرية "احرص" حيث خاض مقاتلو الجيش الحر معارك قوية مع "داعش". وقد بدأت المعركة في هذه القرية من محور شمالي غربي المدينة وحاول "داعش" صد الهجوم بسيارة مفخخة ولكن ذلك لم يثمر، فاستمر الزحف من أجل السيطرة الكاملة على البلدة. لكن الجيش الحر استطاع السيطرة بعد قتل أكثر من ثلاثين عنصراً آخر من "داعش"، فعمد عناصر هذا الأخير على تدمير المنازل السكنية والمدارس في البلدة، حيث تعرضت المدرسة الوحيدة في القرية لتدمير شبه كامل إضافة لعدة مبان. وهذا ما منع عودة أهالي القريتين الذين تهجروا، ولتخوفهم، من ناحية أخرى، من السيارات المفخخة التي يتم إرسالها من قبل "داعش". وهم الآن ينتشرون "الأهالي" في المزارع القريبة أو عند أقاربهم في القرى المجاورة.
قاد عملية التحرير "أبو حمص" القائد العسكري في "جيش الشام" المشكل مؤخراً. ويذكر بأن أبو حمص كان قائداً عسكرياً لمعركة "رتيان" منذ أشهر والذي خسر فيها النظام المئات من القتلى والأسرى. وقد شهدت معارك اليوم استشهاد قائد ميداني هو "أبو خالد عزيزة" وهو من بين من شاركوا بدخول مدينة حلب منذ ثلاث سنوات.
الإعلامي "عبد الله غنام" وهو ناشط إعلامي في ريف حلب الشمالي قال بأن "داعش" حاول فرض حصار على بلدتي "مارع وتل رفعت" الواقعتين تحت سيطرة الثوار، ولكن فشل وتكبد خسائر لم يكن يتوقعها.
وفي السياق ذاته، وبعد نهاية المعركة وانتصار الجيش الحر، بدأ القصف المكثف على القريتين، وهو الأمر الذي حدث منذ أيام قليلة في مدرسة المشاة حين تم تأمين الطريق بتمهيد ناري من قبل النظام لـ"داعش"، وهو الأمر الذي لم يعد بحاجة إلى التأكيد حول العلاقة والتنسيق بين النظام و"داعش" الإرهابي.
كل هذا يحدث وسط معارك لا تزال مستمرة بين الجيش الحر و"داعش" منذ حوالي العام، واليوم لا يقدم طيران التحالف الدولي مساندة حقيقية لكتائب الجيش الحر التي تحارب "داعش" وقوات الأسد سوياً وتصد عناصرهم حين يحاولون التقدم سعيا منهما لحصار حلب.