أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (وئام الشاهر)
في حوالي الخامسة عصراً لليوم السابع والثمانين للحصار على التوالي، دوى صوت انفجار اهتزت على إثره كثير من الأبنية، ليتبين فيما بعد أنها سيارة مفخخة ركنت قرب مستوصف شعبة الهلال الأحمر في منطقة السرايا قرب شارع مدينة التل الرئيسي.
يشار إلى أن المكان الذي وقع فيه التفجير هو مكان عام ومن الشوارع الرئيسية المزدحمة عادة، كما أنه يحاذي مبنى بلدية التل الذي أصبح مركزاً لإيواء الوافدين للمدينة من أهالي البلدات المنكوبة.
وفي حديث للناشط "أحمد البيانوني" مع أخبار الآن يقول أن التفجير كان ذو قوة ضغط عالية، إذ أن منازلاً ومحالاً على بعد ما يقارب 100 متر قد تضررت، هذا عدا عن التهدم الذي جرى في الأبنية القريبة من مكان التفجير.
ويحكي البيانوني عن معاينته لمكان الحادث: "وصلت بعد أن تم نقل الجرحى. كان المكان مكتظاً بالأهالي وخصوصاً النساء اللواتي يبحثن عن أبنائهن، الأمر الذي دفع أئمة المساجد للنداء في المآذن كي يتفرق الناس خشية تفجير آخر يستهدف نفس المكان".
ويتابع: "كانت الإصابات كلها بسبب الشظايا وقوة الانفجار، فعند دخولي لمستشفى المدينة الوحيد كان في الممر طفل مصاب بعدد من الشظايا في جسمه يحاول الأطباء معالجته بما يتوفر لديهم من مواد".
ويذكر أن الحصار المستمر على المدينة أدى لنفاذ مخزون المستشفيات من المواد الطبية والإسعافية الأمر الذي جعل الهلال الأحمر ينقل بسياراته الجرحى والمصابين إلى مشافي دمشق.
ويكمل أحمد: "بعد دخولي المستشفى رأيت خمسة نساء تتركز إصاباتهن بالرأس والجسم، وكانت جثة الشهيد الأول سليم الخطاب من حي بابا عمرو "حمص" في واحدة من زوايا المستشفى وقربها رجل كبير يبكي. كانت الشظية قد أصابته في رقبته مما أدى لاستشهاده على الفور. بعدها كان ثمة رجل يخبر المتواجدين أن هناك امرأة في صالة التعازي قد توفيت ولم يتم التعرف عليها بسبب تشوه في الوجه".
وقد وصل عدد الشهداء إلى ثلاثة وشاب جريح تم نقلهم إلى مستشفى المواساة في دمشق، وما يزيد على 20 إصابة متوسطة وست إصابات خطرة بحسب المركز الإعلامي لمدينة التل.
وقد وجه الأهالي اتهامهم للنظام، خصوصاً بعد أن قام "تجمع المجاهدين" في المدينة بإلقاء القبض على عدة أشخاص من "الخلية التخريبية" التي ثبتت مسؤوليتها عن ثلاثة تفجيرات سابقة في المدينة، وقتل من ثبتت عليهم التهمة بعد اعترافهم بتجنيدهم من قبل النظام وإعطائهم مبالغ للقيام بعمليات التفجير في المدينة.