أخبار الآن | حلب – سوريا – (محمد وسام)
لليوم الرابع على التوالي يخوض الثوار أشرس المواجهات العسكرية في ريف حلب الجنوبي، حيث تمكنت الكتائب المقاتلة من صد هجوم شرس لقوّات النظام من الخاصرة الجنوبية لمدينة حلب.
سيناريو خسارة متكرر
بالرغم من استقدام جيش النظام لرتل عسكري ضخم يضم عددا من الدبابات والعربات المدرعة، إضافة إلى الدعم الجوي الروسي، فإنه لم يستطع أن يحقق تقدماً يذكر على محاور الجبهة الجنوبية ومحور جبل عزّان الاستراتيجي.
وكانت صواريخ "التاو" الأمريكية حاضرة بقوة في المعركة. فقد أعلن الثوار في غرفة "عمليات فتح حلب" أمس السبت تدمير ست دبابات وآليتين عسكريتين لقوّات النظام خلال المواجهات. مشهد يشابه ما حدث في معركة ريف حماة الشمالي؛ إذ استطاع الثوار دحر دبابات ومجنزرات قوات النظام عبر استهدافها بوابل من صواريخ "تاو" في السابع من تشرين أول الجاري.
النفير ضد النظام وداعش
تركزت المعارك على القسم الغربي من المنطقة على محور جبل عزّان وأطراف قرية "عبطين" عقب تمكن قوّات النظام من اقتحامها والسيطرة عليها بشكل جزئي، في حين أكد القائد الميداني "مهنّد عكيدي" أن الاشتباكات لا زالت متواصلة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد ولم تتوقف منذ أربعة أيام.
بالمقابل، فقد نعت كتائب الجيش الحر ثلاثة من قاداتها العسكريين استشهدوا خلال المعركة أبرزهم القيادي في جيش المجاهدين "نوري محمد العبد"، كما أعلنت غرفة عمليات "فتح حلب" في بيانٍ أصدرته مساء السبت النفير العام في حلب داعيةً جميع كتائب وألوية الثوار التوجه إلى جبهات القتال لمواجهة خطر داعش والأسد.
التنسيق بين داعش والنظام
وتتجه أنظار النظام إلى مطار كويرس العسكري. وحسب رأي خبراء عسكريين فإن النظام يسعى إلى فك الحصار عن جنوده في مطار كويرس العسكري وذلك على غرار ما حصل في سجن حلب المركزي العام الماضي، لكن هذه المرة بدعم جوّي روسي وبتنسيق ضمني مع داعش الذي يقف في طريقه لتحقيق ذلك.
فبالتوازي مع هجوم جيش النظام على مواقع الثوار، شنت قواته هجوماً مباغتاً على المحور الشمالي الشرقي من الريف الجنوبي قرب مدينة "السفيرة"، وهو المحور الذي يسيطر عليه عناصر داعش بالكامل.
وقد أكد ناشطون إعلاميون وآخرون ميدانيون من المنطقة بأن النظام قد تقدّم وسيطر على مجموعة من القرى التي كانت تحت سيطرة داعش مثل: تل نعام، الداكونة، الناصرية، الحلبية، والبقيشة شمال السفيرة.
ويؤكد الناشطون أن عناصر داعش قد نفّذوا عملية انسحاب دون قتال من تلك القرى، وهو يعني التنسيق الضمني والصريح أيضا بين الطرفين.
وجدير بالذكر أنه، ومنذ بداية المعارك في ريف حلب، استهدف الطيران الروسي مجموعة من القرى "العيس وكفركاز والزربة" وغيرها، التي أُجبر أهاليها على النزوح منها صوب المزارع القريبة أو لدى بعض القرى المجاورة، وسُجّل تدمير مشفى قرية الحاضر بالكامل.