أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (ميساء الحمادي)
تحتاج المناطق التي تحررت في الفترة الأخيرة إلى جهود متواصلة لإعادة تأهيل الإنسان فيها بعد ما عاناه وخبره من تجارب مؤلمة. وهو ما يفرض تكثيف الجهود المحلية والإعلاء من شأن العمل الأهلي والمدني.
في ريف إدلب، وفي مدينة أريحا تحديدا، انطلقت مبادرة هامة جدا تمثلت باستهداف سد الثغرات التعليمية للأطفال والعمل على دعمهم النفسي.
"ورود الشام" مشروع اعتمد على جهود محلية وتمويل بسيط وشخصي من القائمين عليها بعد رفض أية جهة تمويل برامج ومشاريع للأطفال في المنطقة.
ورود الشام .. تحدي الانطلاقة
"لقد بدا لي حلما بسيطا وصغيرا وكان مستحيلا في نفس الوقت، إلى أن تم تحرير مدينة أريحا في ريف إدلب، مما هيأ لنا المكان اللازم والظرف المناسب لهذا المشروع ومشاريع شبيهة".
بهذه الكلمات افتتحت مديرة مشروع ورود الشام "رنا بيطار" معرفة عليه بأنه مركز تعليمي يعد مكملا للمدرسة وما يتلقاه الطالب فيها، وأيضا يقوم بتقديم تعليم تعويضي لمن تخلفوا على المدرسة في فترة التحرير والاشتباكات.
قدرة المركز الاستيعابية "150" طفلا من أعمار الخمس سنوات إلى الثانية عشرة: "نقوم بتعليمهم اللغة التركية والإنكليزية بالإضافة إلى دورات خاصة بالكمبيوتر ودورات في الرسم والأشغال. وأضفنا شيئا جديدا وهو إدماج مادتين بواحدة وهي الموسيقى واللغة الانكليزية لملاحظتنا قدرة الطالب على حفظ اللغة بشكل أسرع".
يقدم مركز "ورود الشام" نشاطات إضافية لعملية التعليم التي تعد مكملة للمدرسة حيث يقوم بعدة نشاطات ترفيهية. فقد تم أخذ الأطفال في العيد إلى حديقة الألعاب كنوع من محاولة إخراجهم من أجواء الحرب والقصف. تم توظيف بعض المدرسين بالإضافة إلى المتطوعين الذين تكلفوا مشقة المجيء وأخطار الطرقات من مناطق مختلفة، كما تم تعيين طبيبة في المركز تقوم بفحص الأطفال بشكل دوري، والقيام بتوعية صحية للأطفال بالنظافة في ظل انقطاع الماء الدائم وكيفية المحافظة على نظافتهم الشخصية لتدارك ما يستطيعون من الأمراض.
صعوبات وتعاون الأهالي
تضيف السيدة مديرة المركز أن: "المشكلة التي واجهتنا هي التمويل فقط. فقد عرض المشروع على أكثر من جهة لكن تم رفض التمويل إلى أن اتخذت على عاتقي إقامته طبعا بدعم منظمة هذه حياتي التركية".
يضاف إلى ذلك صعوبة اختيار المكان الأكثر أمنا في المناطق السورية المحررة، والذي يضمن قدرة الأطفال على الوصول بأكبر عدد ممكن.
أما عن الأهالي والفصائل المسيطرة في أريحا فتخبرنا إحدى المعلمات: "لم نجد أي اعتراض، على العكس تماما وجدنا الترحيب والمساعدة عندما اجتمعنا في ندوة خاصة مع الأهالي وتم التعريف عن المشروع وأهدافه".
توسيع الفئات المستهدفة
يقوم المركز باستقبال 150 طفلا لمدة تتراوح بين ثمانية إلى تسعة أشهر بحيث تتوافق مع مدة المدرسة لينتقل هؤلاء إلى مستوى أعلى ويتم استقبال مئة وخمسون طفلا آخرين. افتتح المركز قبل ثلاثة أشهر في مدينة أريحا بريف إدلب ليفتتح معه بنفس التوقيت مركزا خاصا بتمكين المرأة التعليمي والمهني، حيث تم إطلاق ثلاث دورات تعليمية لغة انكليزية وتركية وكمبيوتر ودورات مهنية كالتجميل والتطريز وتصفيف الشعر. وقد تم افتتاح هذه الدورات بعد الاجتماع مع النساء وتقييم احتياجاتهم.
تقول إحدى المتدربات في دورة لتصفيف الشعر: "طلبنا دورات محددة نستفيد منها في حياتنا وتساهم بفتح مشاريع صغيرة لنا. أنا هنا اليوم لأتعلم تصفيف الشعر وهو ما يمكن أن يساعدني على افتتاح صالون صغير ويؤمن لي عملا".
كما يقوم المركز بندوات توعية بضرورة الوقاية من الأمراض السارية في زمن الحرب. هذا وقد تم افتتاح المركزين في شهر آب 2015.