أخبار الآن | عرسال – لبنان – (مالك أبو خير)

أزمة النفايات في لبنان لم تتوقف على المدن الكبرى فقط، بل امتدت لتصل إلى عرسال اللبنانية وتحديداً مخيمات لجوء السوريين، التي باتت غارقة بالمياه الآسنة والملوثة التي انتشرت بين مخيمات مختلفة منها مخيم "البراء" الذي غرقت خيامه بالمياه الناتجة عن مجارير الصرف الصحي، ولم تنفع كل المحاولات لإيقاف تسرّب المياه إلى خيام اللاجئين.

شكلت هذه الظاهرة خطراً جديداً على حياة السوريين، تحديدا ونحن على أبواب الشتاء الذي يضيف عليهم أعباء إضافية لاسيما مع تعليق عمل غالبية المنظمات الإنسانية في عرسال وانخفاض حجم المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة من حيث الوقود والأغذية.

أوبئة بدأت بالانتشار

تسرّب مياه الصرف الصحي وضع سكان المخيمات أمام خطر انتشار الأوبئة، خصوصاً بين الأطفال. يقول "أبو محمد" لاجئ سوري هنا: "في البداية كانت عبارة عن مستنقعات انتشرت بجانب المخيمات وقد حاولنا عدم السماح للأطفال بالاقتراب منها، لكننا تفاجئنا في مساء السبت الماضي بأن مياه هذه المستنقعات بدأت بالدخول إلى الخيام نتيجة عدم وجود مراكز تصريف لها، والمأساة تكمن أننا لم نستطع الانتقال إلى مكان آخر فاضطررنا للعمل حتى الصباح لإخراجها ومن ثم تنظيف الخيام وقد كان الوضع مأساويا بالنسبة لنا".

ومما زاد الوضع سوءاً أيضاً هو انتشار حفر القمامة بين المخيمات وبشكل كبير حيث لا يتم تصريفها وإنما تتراكم وتزيد، وباتت الروائح تنتشر بين الخيام وتتداخل مع رائحة المياه الآسنة مما شكل خطراً على صحة الأطفال.

فقد انتشر مرض "الالتهاب الصدري" لدى الأطفال والكبار معا، ولم تلقَ المناشدات التي وجهها أهالي المخيمات لإزالة القمامة من الحفر أي تجاوب أو إجراء واضحا لها في المدى القريب. يقول "أبو مازن" القلموني: "حاولنا كثيراً التوجه إلى القائمين على البلدية وحتى إلى وجهاء البلدة لإيجاد حل لهذه الحفر وقد تلقينا وعودا دون أي تنفيذ، وقد بات واضحاً انتشار الامراض بين الأطفال ومنهم من بات يعاني ارتفاعاً في الحرارة فيما نحن نقف عاجزين عن فعل شيء".

نداء للاجئين عبر موقع أخبار الآن

وجه ناشطون من بلدة عرسال نداءً من خلال موقع أخبار الآن طالبوا فيه السماح للمنظمات الإنسانية بالعودة للعمل مرة أخرى نتيجة تردي الوضع المعيشي لدى اللاجئين، فالمعونات التي تشكّل القسم الرئيسي من دخل السوريين في البلدة باتت مقطوعة منذ أشهر طويلة، ومع قدوم فصل الشتاء وشبه انعدام توافر قسائم التدفئة من قبل الأمم المتحدة فإن حياة الكثيرين ستكون في دائرة الخطر وتحديداً فئة الأطفال.

من ناحية أخرى انتشر خبر مقتل مدنيين في جرود وادي عرسال، وقد تضاربت الأنباء عن العدد الحقيقي للقتلى، حيث تبيّن عبر اتصال مع أحد أبناء المدينة أن القتلى هم سوريين وقد تعرضت سيارتهم لقذيفة مجهولة المصدر وتحديداً عند مدينة الملاهي في أول البلدة من ناحية الحدود السورية ضمن منطقة تعرف بـ "وادي حميد"، وبلغ عدد القتلى أاربعة فيما عدد الجرحى ثمانية بحسب المصدر.

في ظل إهمال المسؤولين.. مخيمات عرسال مهددة بالأوبئة