أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (أكرم العمري)
يأتي الشتاء من جديد حاملا معه الكثير من الآلام ليعلن بداية معاناة على المهجرين وأهالي بلدات "زاكية-الطيبة- المقيليبة- خان الشيح" في الغوطة الغربية، فقوات النظام تحيط بها وتتحكم عبر حواجزها بمرور جميع مستلزمات الحياة إلى تلك المناطق.
صعوبة تأمين الوقود للتدفئة
يتواجد في هذه البلدات العديد من محطات تعبئة الوقود ولكنها غير مفعلة منذ أكثر من سنتين لأنها تعتبر في مناطق يسيطر عليها الجيش الحر وقوات النظام تمنع دخول أي من المحروقات "بنزين – مازوت" إلى تلك البلدات فالاعتماد على فائض السيارات ويباع بأسعار مضاعفة حيث اضطر الأهالي لشراء الحطب حتى لو كان مبللا وتجميع ما يمكن حرقه. يقول "أبو أحمد": "قبل بداية الشتاء أجمع أنا وأولادي كل ما يمكن حرقه للتدفئة من حطب وبلاستيك ونايلون وكرتون وغيرها من الطرقات لأسد بها حاجتنا للتدفئة، علماً أنها تسبب الكثير من الأمراض التنفسية ولكن أسعار البنزين والمازوت باتت غالية جداً وهي غير متوافرة بشكل دائم وعندما يزيد الطلب عليها ترتفع أكثر حتى أن الحطب لم يعد متوفرا لزيادة طلبه فهو الوسيلة الأكثر اعتماداً نظراً للظروف المعيشية الصعبة".
لقد وصل سعر لتر البنزين إلى "225- 250 ليرة" ولتر المازوت "275 ليرة" وكيلو الحطب "60-65 ليرة".
تضييق على الجهات الإغاثية
في حديث لأخبار الآن مع "أبي قيس"، ممثل إحدى الجهات الإغاثية، يقول: "إن معاناة الأهالي تتجدد كل عام وتزاد سوءاً يوماً بعد يوم وآخرها كان منع دخول الحطب من الحواجز المحيطة بنا ونحن بدورنا نحاول تأمينها وتوزيعها إما مجاناً أو بأسعار غير ربحية، ونسعى من جهات داعمة أخرى تأمين ملابس شتوية للأطفال. وما نستطيع جمعه لا يكفي للكثير من الأهالي، فأعداد المهجرين بالآلاف والكثير منهم يسكن في منازل حالتها سيئة وتغرق بأمطار الشتاء مما يضطرهم الذهاب إلى مراكز الهلال الأحمر في مناطق النظام لأخذ شوادر تقيهم المطر وغيرها من المساعدات الشتوية في حال توفرات لهم، علما أن النظام يمنع دخول الهلال الأحمر إلى هذه المناطق منذ حوالي السنتين والحواجز تفرض تدقيقاً مشدداً على المواد المستلمة والغذائية أيضاً".
حياة المهجرين
أصبحت الحياة هنا متوزعة بين القهر والعجز. "أم عدنان" إحدى نساء حي القدم تقول: "اعتقل زوجي منذ سنة ونصف ولدي أربعة أطفال وأسكن في قبو لبناء سكني لعدم قدرتي على استئجار منزل لوحدنا، وضمن القبو لا يمكن تركيب مدفأة لعدم وجود تمديدات لها، أمضينا الشتاء الماضي ندفئ أنفسنا بالملابس والحرامات وفي بعض الأوقات يخرج ابني لعدة ساعات ليحظى بتشغيل الحطب والكرتون وتجميره وإدخاله للغرفة، وحتى الكهرباء عندما تأتي تعرفها من صياح الأطفال وفرحهم بها فهي باتت شبه مفقودة لكثرة الضغط عليها فتراني أقف عاجزة أمام أطفالي".
توجد اليوم في مدينة زاكية وحدها حوالي "4500" أسرة نازحة من المناطق الأخرى، ليأتي الشتاء هذه السنة ويزيد هموم السوري النازح في وطنه والمحاصر من أبناء وطنه، ليرى شكل القهر الجديد أو الموت الذي ينتظره.