أخبار الآن | ريف حماة – سوريا (خليل يونس)
كان الريف الحموي على موعد مساء أمس مع جولة جديدة من المعارك بعد أن بدأت "غزوة حماه" التي كان جيش الفتح قد أعلن عن نية خوضها سابقاً. بدأت المعارك على عدة محاور نستطيع أن نحصرها في محورين أساسيين، محور الحمرا في الريف الشرقي، ومحور سكيك-عطشان- معان في الريف الشمالي الشرقي. ولم يتغير شيء بالنسبة للريف الغربي الذي لم تتوقف المعارك فيه أبداً.
الريف الشرقي يشتعل .. وبوادر أزمة إنسانية
بدأت معارك يوم أمس بمحاولة اقتحام قوات تابعة لجيش الفتح وفصائل أخرى لناحية الحمرا التي تعد المركز الرئيسي لتجمع قوات النظام والشبيحة في المنطقة هناك، وتم استهداف الحواجز المحيطة بالحمرا واستطاع جيش الفتح أن يتقدم ويلحق خسائر كبيرة بعتاد وجنود النظام. وقد قام هذا الأخير باستقدام تعزيزات إلى المنطقة من نقاطه القريبة بالإضافة إلى غارات الطيران الروسي التي لم تفارق الأجواء. وحول تطورات اليوم يفيد "عبد العزيز" ناشط ميداني لأخبار الآن: "هدأت الاشتباكات نسبياً على محور الحمرا بعد ظهر اليوم الجمعة، وكان صباح اليوم قد شهد اشتباكات عنيفة أيضاً بين الثوار وقوات النظام الذي آزرته الطائرات الروسية بكثافة وكذلك نيران المدفعية من الحواجز في تلك المنطقة، لاسيما الموجودة في الزغبة والبوليل. وكان القصف المدفعي قد تركز في مثلث: عرفة وحزم وربدة، شمال الحمرا والمحاذي لريف إدلب الجنوبي. كما طال القصف بلدة الرحية جنوب الحمرا، والقريبة على تجمعات النظام في تل عبد العزيز والشيخ علي كاسون".
وينذر احتدام المعارك في الريف الشرقي ببوادر أزمة إنسانية كبيرة سوف تطال السكان هناك. "حازم" ناشط ميداني يتحدث لأخبار الآن: "بدأت بوادر هذه الأزمة منذ أن بدأ القصف الروسي لقرى الريف الشرقي، وحدث أن وقع شهداء في قصر علي بين المدنيين أثناء نزوحهم هاربين من هذا القصف الذي طالهم أثناء النزوح. الآن المعركة بدأت في الريف الشرقي وجميع سكان القرى هنا، بالإضافة إلى النازحين مهددين بأن يطالهم القصف. لأجل هذا بدأت موجات نزوح كبيرة اليوم، لكن ليس إلى مكان! إذ لم يجد النازحون سوى العراء يلوذون به. وهو ما ينذر بأزمة كبيرة عناوينها تأمين المأوى الغذاء والماء للنازحين في ظل ظروف الطقس المتقلبة والصعبة في الريف الشرقي. ومعظم النازحين هم من كبار السن والأطفال والنساء".
داعش تدخل على خط الريف الشرقي
توقف خط حلب الذي يسيطر عليه النظام والذي يمر من الريف الشرقي لحماة، إثر هجوم شنته قوات لداعش على حواجز تابعة للنظام هناك. وكانت "وكالة أعماق" التابعة لداعش قد أعلنت أنها استهدفت حاجز "أثريه" بعمليتين انتحاريتين لكن دون أن تسيطر على الحاجز: "ليتابع مقاتلو داعش هجومهم نحو الطريق الواصل إلى خناصر والذي أفضى إلى سيطرتهم على 8 حواجز عسكرية كانت منتشرة على الطريق".
وذكرت الوكالة أن العشرات من عناصر النظام قتلوا في هذا الهجوم، وأن المهاجمين اغتنموا دبابتين وعربة مدرعة وأسلحة خفيفة، ودمروا ثلاث دبابات للنظام. وكانت وسائل إعلام النظام قد أقرت بالهجوم وبقطع طريق حلب، وأن قوات النظام تعمل على استعادته. كما قام طيران النظام الحربي باستهداف بلدة عقيربات التي تسيطر عليها داعش وتحشد فيها قواتها.
معارك على جميع جبهات الريف الشمالي
اقتصرت المعارك في الريف الشمالي حتى بعد ظهر اليوم، على محور سكيك-عطشان-معان، إلى أن بدأت الفصائل المرابطة على باقي الجبهات هجوماً كبيراً اليوم على حواجز النظام في المنطقة. حول محور عطشان يتحدث "مراد" الناشط الميداني: "بدأت المعارك بقيام الثوار بإمطار عطشان وسكيك ومعان بوابل من نيران المدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ والهاون، ودارت اشتباكات عنيفة تكبد فيها النظام خسائر كبيرة. كما قام الثوار باستهداف حاجز المعصرة في مورك ليل أمس، ولا تزال الاشتباكات عنيفة حتى الآن هناك. وبدوره قام الطيران الروسي بمؤازرة قوات النظام، وكذلك استهدفت مدفعيته المتمركزة في حواجز المنطقة، لاسيما في مورك وحاجز المكاتب في صوران، تجمعات الثوار. كما قصفت بلدة اللطامنة بالمدفعية ليل أمس، واليوم تم استهداف كفرزيتا بالصواريخ الفراغية من قبل الطيران الروسي".
وحمل بعد ظهر اليوم تطورات جديدة في الريف الشمالي، "محمود" من سكان المنطقة وناشط يتحدث لأخبار الآن: "عندما بدأت معركة "غزوة حماه" بقيت باقي جبهات الريف الشمالي هادئة نسبياً، ما عدا جبهة عطشان، لكن اليوم بدأت الفصائل هجوماً كبيراً على حواجز وتجمعات النظام في لحايا وزلين ومورك ومعركبة، وتخاض الآن معارك عنيفة واستطاع الثوار إيقاع خسائر مؤكدة بالنظام، حيث تم تدمير دبابة في مورك وتدمير مدفع 23 على جبهة لحايا التي تستهدف بمختلف صنوف الأسلحة الثقيلة. وبهذا تكون معظم جبهات الريف الشمالي قد فتحت".
قصف على قرى الريف الغربي
لا تزال الاشتباكات قائمة في الريف الغربي، لاسيما على محور خربة الناقوس- المنصورة، مع تراجع حدتها عن الأيام السابقة. "أبو العبد" يروي لأخبار الآن: "لم ينجح هجوم النظام على المنصورة يوم أمس في تحقيق تقدم يذكر. واليوم طال القصف المدفعي والصاروخي عدة قرى محررة في سهل الغاب، إذ استهدفت حواجز النظام في جورين قرية قسطون وتل واسط والقاهرة والمنصورة بقذائف صاروخية ومدفعية ثقيلة. ولا تزال الاشتباكات المتقطعة والاستهدافات من الطرفين مستمرة، وربما تعود المعارك إلى سابق عنفها في أي لحظة".