أخبار الآن | حلب– سوريا (مراد الشواخ)

استخدام الحطب للتدفئة لم يكن أمراً معتاداً في سوريا التي كان سكانها يستخدمون مدافئ الكهرباء أو المازوت (الديزل) ولكن مع ارتفاع سعر المحروقات لأكثر من 10 أضعاف مع بداية الثورة السورية أصبح الناس يستخدمون مدافئ الحطب في المنازل.

ارتفاع سعر الحطب

ترتفع أسعار المحروقات والحطب في الشتاء بسبب كثرة الطلب واشتداد البرد ولا يغيب عن أهالي حلب مشاهد وفاة أطفال رضع في موجة الصقيع الشتاء الماضي بسبب البرد وعدم قدرة الأهالي على شراء الحطب باهظ الثمن.

"مصطفى بدوي" وهو مواطن من سكان حلب يقول لأخبار الآن: "سعر ستر المازوت الآن 150 ليرة وسوف يتضاعف في الشتاء كالعادة والحطب وصل سعر الكيلو الواحد السنة الماضية إلى 50 ليرة وكثيراً ما كنا نجمع الأوراق والكرتون المستخدم من الشوارع لتشغيل مدفئة الحطب. كيف نستطيع دفع هذه التكاليف ولا يتجاوز مرتبنا ال 20 ألف ليرة سورية؟".

مع نهاية فصل الصيف بدأ الأهالي بشراء الحطب من قرى الساحل الغنية بغابات السرو الطبيعية وهناك يقوم التجار بقطع الأشجار من الجبال ونقلها إلى سوق كبير للحطب في (عرب سعيد) قرب مدينة إدلب حيث يتبضع الناس الحطب بأنواعه من هناك ونقله إلى حلب.

منظمة "كرم" ومساهمتها في تغطية النقص

منظمة "كرم" الخيرية هي إحدى الجمعيات التي تقوم بتخزين الحطب لتوزيعه في الشتاء عند اشتداد البرد وندرة الحطب والمحروقات، خصوصاً وأن مدينة حلب مهددة بالحصار من قبل النظام وداعش.

المحامي "عمرو يكن" متابع نشاطات منظمة كرم في مدينة حلب الخيرية قال لأخبار الآن: "تقوم منظمة كرم للسنة الرابعة على التوالي بتأمين الحطب والمحروقات للعائلات المحتاجة، والتحضير المبكر قبل دخول الشتاء يقلل من كلف الشراء بنسبة 50% مما يساعد في زيادة عدد المستفيدين إلى الضعف لاسيما وأن المنظمة تملك في حلب مزرعة وفيها مستودعات تساعد في عملية التقطيع والتخزين".

وأضاف يكن: "إن أولويتنا من المستفيدين من نشاطات كرم هم عائلات المصابين والشهداء ولدينا أولوية لشهداء الدفاع المدني كما حدث في العام الماضي".

متطوعون وجهود محلية

العم "أبو سليمان" أحد المتطوعين في "منظمة كرم" والذين يقومون بشراء الحطب وجلبه إلى حلب وتقطيعه وجمعه بأكياس استعداداً للفصل البارد ومن ثم توزيعه على الفقراء والمحتاجين،يقول لأخبار الآن: "عندما قمنا بتوزيع الحطب والمحروقات الشتاء الماضي عانينا الأمرّين نتيجة ندرة الحطب وصعوبة توفيره وارتفاع أسعاره في موسم الصقيع فقررنا هذا العام تخزينه منذ الصيف حرصاً على توزيع أكبر عدد ممكن من الحطب على العائلات الفقيرة التي لا تستطيع شراؤه في الشتاء".

يضيف أبو سليمان: "أولويتنا الأطفال الذين لا يملك أهاليهم مصادر للتدفئة في الشتاء سوى بضع "بطانيات" رقيقة يلتحفون بها في موسم البرد الطويل في بلادنا ولهذا أشعر بالسعادة لقيامي بهذا العمل رغم التعب الشديد أنا وبقية المتطوعين".

الجدير بالذكر أن بعض التجار ضعيفي النفوس يقومون بتخزين الحطب بكميات كبيرة أيضاً لاحتكاره وبيعه بأسعار عالية في الشتاء عند فقدانه من الأسواق, وتسعى منظمة كرم الخيرية التي تقوم بتخزين الحطب للحد من هذه الظاهرة.