أخبار الآن | سوريا – حلب (مراد الشواخ)
أُصدر مساء بيان مصور يعلن تشكيل "دار الحسبة" في مدينة حلب، في خطوة مشابهة لما يحدث في مناطق سيطرة داعش، ومن أبرز مهامها إرغام النساء على ارتداء الخمار وإغلاق المحلات وقت الصلاة وحرق السجائر وإغلاق المحلات التي تقوم ببيعه.
وظهر في البيان المدعو "حج رسول"، الشريك السابق لداعش قبل أن تطرد من حلب. وفي وقت إصدار البيان كانت سيارات الحسبة تتجول داخل مدينة حلب في مشهد استعراضي مع أسلحة ثقيلة وبرفقة عناصر ملثمين مدججين بالسلاح وقد قاموا بالهجوم على محل لبيع الأراكيل وتكسيره.
وذكر البيان أن الفصائل المشاركة في تشكيل دار الحسبة هي "حركة نور الدين الزنكي" و "لواء السلطان مراد" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"كتائب أحفاد حمزة" و"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وفصائل أخرى لم تشأ ذكر اسمها في البيان.
انسحاب واستنكار لبيان الحسبة
لكن سرعان ما أصدرت حركة نور الدين الزنكي ولواء السلطان مراد بيانات ينفون من خلالها علاقتهم بالحسبة بأي شكل من الأشكال، بينما أصدر تجمع "فاستقم كما أمرت" بياناً يستنكر فيه إنشاء الحسبة واعتبرها وصاية على الشعب المكلوم وجهد يستخدم في غير مكانه، ونوه البيان على أن إصلاح الناس يكون عبر المنابر بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالسلاح والترهيب، كما رفض البيان الإساءة للشعب تحت أي مسمى كان ومن أي جهة كانت.
"ياسر ابراهيم اليوسف" عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي في الجيش الحر صرّح لأخبار الآن: "نحن في الحركة قبلنا من هؤلاء الأشخاص دعوة للتشاور حول إنشاء مكتب يراقب الأسعار ويضبطها ويحفظ حقوق المواطنين من الغش والاحتيال، ولكننا لم نتشارك بأي شيء يخص الحسبة لا الآليات ولا التنظيم ولا الاسم، ونحن نؤمن بدور مجلس القضاء الأعلى كقضاء مستقل ومعترف به من قبل كل الفصائل ولم يتشاور من شكّل الحسبة مع مجلس القضاء الأعلى".
وأضاف اليوسف منفعلاً: "رأينا في الحركة لا يمثلنا فحسب، بل هذا ضمير الثورة والثوار ولن نقبل بأن نحيد عن مبادئ الثورة انطلاقاً من حماية المدنيين وحفظ كرامتهم وحريتهم بالتعبير عن آرائهم ونحن في حركة نور الدين الزنكي نؤكد على ضرورة عدم إقحام المظاهر المسلحة مهما كانت تسميتها في شؤون المدنيين هذا الشكل الفج".
من جهته "محمد قواس" عضو مجلس إدارة في "اتحاد ثوار حلب" قال: "نحن نرفض هذا الكيان غير الشرعي نهائياً ونعتبر أن تحرير كامل مدينة حلب وتوحيد فصائل الثوار أولوية لنا ونحن ضد هذا الكيان لأنه يعادي الشعب السوري والثورة السورية".
وأيضاً المدوّن "فؤاد حلّاق" قال لأخبار الآن حول الموضوع ذاته: "استخدمت الحسبة في مطلع بيانها الآية الكريمة ((الذين إن مكانهم في الأرض)) ولا أفهم عن أي تمكين يتحدثون، للأسف مدينة حلب تتعرض لأشرس حملة ابتداء من احتلال داعش لمدرسة المشاة شمالي حلب إلى المعارك التي تدور في الريف الجنوبي والتي تسببت بتهجير ما يقارب الـ 100 ألف نسمة ينامون الآن في العراء بدون سكن أو طعام أو دواء، كان الأجدر إنشاء كيان يتابع هموم النازحين ويؤمن احتياجاتهم لا كياناً يلاحقهم ويسجنهم من أجل علبة سجائر".
وصرح أيضاً "محمد رجوب" عضو المكتب السياسي لـ "مجلس ثوار حلب" لأخبار الآن قائلاً: "مجلس ثوار حلب يرفض الكيان المذكور بشكل قطعي. نحن في حالة ثورة والثورات ترافقها بعض الفوضى، وبعدها تكون الشرائع والقوانين، ونحن قبل أن نتمكن من تحقيق هدف ثورتنا في إسقاط النظام فهل من المنطقي لأي انسان عاقل في هذه الظروف أن يعاقب الناس على السيجارة واللحية واللباس الشرعي".
هذا بالإضافة إلى مئات الانتقادات الحادة والساخرة التي وجهها ناشطون وثوار ومقاتلون في الجيش الحر لدار الحسبة عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي معبرين فيها عن رفضهم القاطع لهذه الخطوة من قبل المدعو حج رسول.