أخبار الآن | عنتاب- تركيا (عماد كركص)
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار "دور الرياضة في تحقيق الوفاق والتنمية المستدامة" الذي يسمح للرياضيين اللاجئين بالمشاركة ولأول مرة بدورة الألعاب الأولمبية. ووصف "توماس باخ" رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في كلمته أمام الجمعية العامة قرار الأمم المتحدة بأنه بمثابة "شعار للأمل" وسيلفت أنظار العالم لحجم أزمة اللاجئين
أضاف "باخ" أنهم على تنسيق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وأنهم قاموا بتخصيص مليوني دولار لتقديم دعم للاجئين الرياضيين، داعيا المسؤولين عن تنظيم كافة البطولات الرياضية في العالم، ليحذوا حذو اللجنة الأولمبية، وللرسالة السامية التي تحملها الرياضة.
وسيسمح القرار بمشاركة الرياضيين اللاجئين في دورة الألعاب الأولمبية القادمة في شهر آب 2016 في مدينة "ريو دي جانيرو" بالبرازيل، ودورة الألعاب الأولمبية للمعوقين في شهر أيلول من العام ذاته، وذلك تحت علم اللجنة الأولمبية لعدم تمكنهم من تمثيل بلدانهم، وسيعزف نشيد الأولمبياد بدلا من النشيد الوطني لبلدانهم التي لجأوا منها، في حال فوزهم بميداليات.
فرصة للرياضيين المعارضين
وبهذا القرار سيكون أمام الرياضيين السوريين اللاجئين، والذين أعلنوا انشقاقهم عن منظمة "الإتحاد الرياضي العام" وانخرطوا بركب الثورة، فرصة للمشاركة في الاستحقاقات الأولمبية القادمة.
علماً أن رياضيي سوريا المنشقين قد فعّلوا نشاطاتهم خلال الثورة وتكللت جهودهم بإطلاق مؤسسة تضمهم هي "الهيئة العامة للرياضة والشباب" منتصف عام 2012. وقد مورست تحت جناح الهيئة العديد من النشاطات الرياضية سواء داخل سوريا وخارجها، وربما يكون الإنجاز الأبرز للهيئة هو إطلاق المنتخب الوطني الحر لكرة القدم والذي يعسكر حالياً في مدينة غازي عنتاب التركية. ومشاركات لبعض اللاعبين في محافل عربية ودولية رُفع خلالها علم الثورة كإنجاز لاعب الكاراتيه "علي البارودي" الذي حاز على ذهبية في بطولة أثينا الدولية للكارتيه 2013، والذهبيات الأربعة والفضية التي حصدها الشقيقان مهند ومحمد العلي في بطولة العالم للكاراتيه بكوسوفو، بالإضافة للعديد من الميداليات التي حصدها لاعبون سوريون في بطولات عربية وأوربية اضطروا للمشاركة فيها باسم بلدان أوربية وعربية.
وعن هذا الموضوع وهذه الفرصة التقت أخبار الآن السيد "عروة قنواتي" رئيس الهيئة العامة للرياضة والشباب والذي قال: "قضية الرياضيين السوريين الأحرار أخذت وقتا طويلا دون أية فائدة ترجى من اتحادات الألعاب الدولية على مدار أربع سنوات. اليوم بات بالإمكان أن يتنفس الرياضي السوري الصعداء من بوابة اللجنة الاولمبية الدولية ومن باب المنافسات في بطولاتها ليعود مجددا إلى حياته الرياضة، وقد نستطيع بهذه المشاركات تسليط الضوء أكبر على قضايا الشهداء والمعتقلين والمنشآت الرياضية في سوريا والتي لاقت أفظع الجرائم والانتهاكات من قبل نظام الأسد في عملية ممنهجة للقضاء على استقلالية وحرية الرياضيين السوريين والإبقاء عليهم تحت المنظومة الرياضية العسكرية التي يقودها لواء في الجيش".
خطة عمل
وعن استعدادات الهيئة لمتابعة إمكانية مشاركة اللاعبين السوريين في أنحاء العالم أضاف القنواتي: "سنعمل على تشكيل خلية عمل تتضمن عدداً من الأبطال الرياضيين السوريين المتواجدين بين تركيا وباقي الدول الأوربية ضمن جداول زمنية محددة ومعرفة جاهزية الرياضيين السوريين في المهجر للمشاركة في البطولات التي تشرف عليها اللجنة الاولمبية الدولية، لنكون جاهزين لأولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل".
من جهته يرى السباح الدولي "ميسر محمود" عضو الاتحاد السوري للسباحة والألعاب المائية التابع للهيئة العامة للشباب والرياضة أن قرار اللجنة الأولمبية خطوة انتظرها الرياضيون الأحرار طويلاً بسبب الممارسات القمعية من قبل المؤسسات الرياضية التابعة للنظام وحارب من خلالها الرياضيين السوريين بسبب مواقفهم السياسية".
وأضاف بأنها خطوة تبقي انتماء اللاعب لوطنه بدلاً من البحث عن جنسيات أخرى للاستمرار في رياضته والمشاركة في المحافل الرياضية التي حرم منها طيلة سنوات خمس.
يذكر أن الهيئة العامة للشباب والرياضة واتحادات الألعاب التابعة لها، أمامها تحد كبير في ظرف ثمانية أشهر فقط، وربما سيكون ذلك هو الاختبار الأصعب في سبيل إيصال اللاعبين السوريين الأحرار لأول بطولة أولمبية.