أخبار الآن | حلب – سوريا – )سوزان أحمد)
كانت البداية عمل مجموعة من الناشطين المتطوعين لتأمين الأطراف الصناعية للأطفال ودعم إغاثي لعائلات الشهداء والأسر المتضررة من القصف بالبراميل المتفجرة في مدينة حلب شمال سورية. واليوم تجاوز عدد أعضاء الفريق الخمسين ناشطاً ومتطوعاً واتسعت رقعة ومجالات عملهم لتشمل الخدمات الاجتماعية والتوعوية.
مكاتب في سوريا وتركيا
فبعد افتتاح مكاتب عدة في مختلف المخيمات بالداخل وعلى الحدود مع تركيا، أصبحت هذه المكاتب نقطة انطلاق للعمل التوعوي الذي يرى "محمود حسن" مدير الفريق، أنه من أهم مجالات العمل حالياً ما شجع الفريق على تقديم ورشات عمل متنقلة، قدم من خلالها دورات توعوية للأهالي حول أهمية التعليم إضافة لدورات الإسعاف النفسي للأطفال على أيدي مختصين أكفاء.
ويؤكد حسن أن قوة فريقهم نابعة من استقلالهم: "مركزنا في حلب، ولدينا مكتب في تركيا للتنسيق والتواصل. ونعتمد مالياً على عدة جهات إنسانية لا تشترط مقابلاً، إضافة إلى عدد من التجار السوريين الذين يساعدوننا ويدعموننا مالياً بهدف الحفاظ على الجيل الصاعد."
ويضيف في حديثه لأخبار الآن: "تواجهنا في الداخل مخاطر كثيرة مثل استمرار القصف وقلة وجود الكوادر النشطة والمختصة بالتعليم والعمل المدني؛ إضافة إلى تنقل العائلات بشكل مستمر من مكان لآخر جراء ازدياد وتيرة القصف".
وبصوت واثق يملؤه الفخر يتابع قوله أن أبرز أعمال الفريق كان دعم العديد من المدارس بما في ذلك تأمين كافة مستلزمات الطلاب من لباس وقرطاسية ومدافئ ومحروقات وصفوف نموذجية تريح الطلاب نفسياً وصحياً؛ إضافة إلى كفالة العديد من أسر الشهداء والمعتقلين وتخريج العديد من الأطفال واليافعين من دورات الإسعاف الأولي ودورات تنمية المواهب وبناء القدرات.
"يكمن سر نجاحنا وتوفيقنا بمصداقية أعضاء الفريق وإخلاصهم النابع من إيمانهم بأهمية وفعالية العمل الإنساني." يقول حسن مستطرداً. ويشرح كيف أنهم يتخذون الاحتياطات الممكنة لضمان عملهم وسلامة الأهالي، فهم يعقدون الدورات التدريبية وورش العمل بأماكن مجهزة بملاجئ وبالقرب من مشفى وبوجود سيارة جاهزة لنقل الجرحى في حال حدوث قصف أو أي طارئ.
دعم نفسي وتثقيف
وتشرح "رغد" مشرفة ومدربة الدعم النفسي، أهمية ما يحاول الفريق القيام به في ظل الحرب والعنف الذي يعيشه الأهالي والأطفال بشكل يومي ومقدار الضغط النفسي والخوف والكبت الذي يعانون منه: "نحاول أن نخلق جواً من السلام الداخلي ونعمل على تعزيز الثقة بالنفس عن طريق التعليم بالتفاعل والأنشطة الحركية المتنوعة".
وتتابع حديثها لأخبار الآن: "نركز مع الأطفال على السلوكيات الإيجابية، ونعرفهم بحقوقهم مع الأهل والمجتمع والمدرسة وكذلك واجباتهم وكيفية التصرف في الأماكن الآمنة وغير الآمنة. فيشعر الأطفال بحقهم الطبيعي بالحياة مثل باقي أطفال العالم".
وتختتم الطفلة "عائشة" أحد المتدربات، الحديث مع أخبار الآن بحماس وفرح: "نسيت جو الحرب، تقدم لنا المدربة الكثير من الأنشطة والألعاب والرسومات والمسابقات. أنا سعيدة جداً، لا أريد للدورة أن تنتهي وأتمنى أن يقبل فريق صناع البسمة أن أنضم إليهم وأساعدهم في نشر الفرح والعلم".