أخبار الآن | درعا – سوريا – (سارة الحوراني)

وثق مكتب توثيق الشهداء في درعا استشهاد 1000 معتقل تحت التعذيب في سجون قوات نظام الأسد منذ انطلاق الثورة السورية في آذار/ مارس 2011 وحتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري.

توثيق الشهداء والصعوبات

وقال "عمر الحريري" الناطق باسم مكتب توثيق الشهداء في درعا لأخبار الآن: "إن محافظة درعا سجلت بذلك أكثر الأرقام ارتفاعاً لشهداء التعذيب في مختلف المحافظات السورية والذين يقدر عددهم بحوالي عشرة آلاف شهيد، مبيناً بأن عملية توثيق الشهداء تمت بالاسم والمنطقة وبكامل التفاصيل، حيث تعد عملية توثيق شهداء التعذيب من أصعب التحديات التي واجهت أعضاء المكتب منذ بداية عمله الذي انطلق في 30  تموز من عام 2013 وحتى اليوم".

وأضاف الحريري بأن المعلومات التي اعتمد عليها المكتب في عملية التوثيق قد حصل عليها المكتب من ذوي الشهداء ومن المفرج عنهم من سجون قوات الأسد، كما واجه المكتب تحدياً كبيراً بعد تسريب آلاف الصور للشهداء تعذيباً، لافتا إلى أن تمكّن المكتب بالتعاون مع طبيب شرعي مختص من التعرف وتوثيق 126 شهيداً من أبناء المحافظة ممن تسربت صورهم حتى اللحظة.

شهداء درعا وفلسطينيو درعا

وبيّن الناطق الرسمي باسم مكتب توثيق في درعا بأنه من بين الشهداء الذين تم توثيقهم تسعة أطفال دون سن البلوغ، و4 ناشطين إعلاميين و56 عنصراً انشق عن قوات النظام، و16 شهيداً من اللاجئين الفلسطينيين، و126 شهيداً تم التعرف عليهم من الصور المسربة "صور قيصر المسربة"، بالإضافة لتوثيق شهيد واحد من ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيراً إلى "أن مكتب توثيق الشهداء في درعا بحسب دراسته، يتوقع أن يكون العدد الحقيقي للشهداء في سجون قوات النظام من أبناء درعا يتجاوز 2000 شهيداً في الحقيقة؛ نظراً لانقطاع أخبار المئات من المعتقلين وعجز المكتب وذويهم عن الحصول على أي معلومات عنهم".

تسليم المقتنيات لذوي الشهداء

"أم محمد" اعتقل ابنها منذ ما يقارب الثلاث سنوات من قبل قوات النظام وانقطعت أخباره بعد اعتقاله بثلاثة أشهر، تقول لأخبار الآن: "اعتقل ولدي أحمد من قبل الأمن العسكري في درعا المحطة، بقي في سجونهم لمدة شهرين تلقى خلالها شتى أصناف التعذيب على أيدي سجانيه، ومن ثم نقل إلى دمشق وهناك انقطعت أخباره، على الرغم من المبالغ المالية الكبيرة التي دفعناها لأشخاص في محاولة معرفة أخباره والعمل على إطلاق سراحه إلا أنها ذهبت هباءً".

وتضيف أم محمد بأنه بعد جهود حثيثة تم التوصل إلى طريق عبر شخص يعمل على إطلاق سراح المعتقلين ولديه وسائل وطرق اتصال مع أشخاص نافذين في الأمن السوري، وبعد دفع مبلغ مالي وصلتنا معلومات تؤكد استشهاد ولدي في المعتقل تحت التعذيب وتم تسليمنا بطاقته الشخصية فقط لا غير. 

تضارب الأنباء حول مصير المعتقلين

ويعيش أهالي المعتقلين في حالة من الترقب والخوف من تسرب أنباء عن استشهاد أبنائهم داخل معتقلات قوات الأسد، وكثيراً ما تم إخبارهم بوفاة المعتقلين وإقامة عزاء لهم، ليتضح لاحقاً بأنهم أحياء بعد تسرّب معلومات من معتقلين مفرج عنهم مؤخراً أو من خلال أشخاص على تواصل مع عناصر من الأمن يتم تسريب المعلومات من قبلهم مقابل مبالغ مالية.

يقول "علي" لأخبار الآن: "تم إخبارنا من قبل جهات أمنية بأن شقيقي قد توفي جراء تعرضه لأزمة قلبية في المعتقل منذ شهر، وطُلب منا مراجعتهم للحصول على البطاقة الشخصية وشهادة الوفاة وبعض المقتنيات الخاصة به، ولكن بعد فترة سمعنا خبر الإفراج عن أحد المعتقلين وبأنه كان في ذات المكان الذي سجن به شقيقي بدمشق، حيث قمنا بزيارة للشخص المفرج عنه لنكتشف بأن شقيقي حي وما يزال في المعتقل يتعرض للتعذيب على أيدي قوات الأسد".