أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (رواد حيدر)
بعد أن احتل داعش مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي قبل ثلاثة أشهر، شن هجوماً آخر أمس السبت على بلدة مهين المجاورة والتي تضم واحداً من أكبر مستودعات الأسلحة في سوريا، في خطة واضحة لبسط احتلاله على ريف حمص الشرقي والتقدم نحو بلدات القلمون.
بلدة مهين التي تبعد 15 كيلومتراً عن مدينة القريتين، تعد من أهم البلدات في ريف حمص، لقربها من شقي القلمون "الغربي والشرقي"، إضافة لكونها لا تبعد سوى 25 كيلومتر عن الاوتستراد الدولي دمشق – حمص ومجاورتها لمطار الشعيرات.
احتلال مهين والتقدم الى صدد
بدأ الهجوم بعملية انتحارية نفذها أحد عناصر داعش عند حاجز الأعلاف الذي يعد الأكبر في المنطقة، تلاها هجوم واسع من قبل مقاتليه القادمين من مدينة القريتين، سيطروا خلالها على البلدة ومستودعاتها خلال زمن قياسي لا يتعدى البضع ساعات.
"مروان القاضي" ناشط ميداني واعلامي في القلمون يقول: "السرعة الفائقة لداعش في احتلال المدن والبلدات هو أمر مثير للريبة، ففي يوم وليلة تسيطر على المنطقة وتنهي قوات النظام فيها حتى بات الأمر من المسلمات".
لم يتوقف احتلال داعش عند بلدة مهين، بل استمر الهجوم والتقدم نحو بلدة صدد "ذات الأغلبية المسيحية"، حيث نفذ عملية انتحارية أخرى، استهدف خلالها حاجز الحزمين وتقدم باتجاه المطحنة وحاجزها، إلا أن كثافة الغارات والقصف على المنطقة، أدت للتخفيف من حدة الاشتباكات.
بلدة صدد التاريخية، تضم قرابة 30 ألف مدني ويعتنق سكانها الديانة المسيحية، هُجروا عقب هذا الهجوم، فمنهم من اتجه باتجاه مدينة حمص وآخرون توجهوا إلى مناطق سيطرة النظام في القلمون، ولكن يبقى السؤال هنا، لماذا هُوجمت صدد من قبل داعش مادام بمقدورهم الوصول الى القلمون دون المرور بها.
يجيب مروان عن هذا السؤال بقوله: "صدد بلدة أهلها مسيحيون، وهذا وحده كافي لمهاجمتها، فداعش يحاول دائما لفت الأنظار إليه من خلال استهداف الأقليات أينما وجدوا، وهذا الهجوم الأخير هو محاولة لتشويه علاقة المسلمين بالمسيحيين في المنطقة".
خطة الحصار والمعارك المستقبلية
بعد احتلال داعش لمهين ومن قبلها القريتين والتوجه باتجاه صدد، باتت الخطة واضحة، والهجوم على مدن وبلدات القلمون وحصار الثوار في جرود القلمون الغربي ومناطق القلمون الشرقي بات وشيكاً. فبتحليل سريع للواقع الذي وصلت له المنطقة اليوم، نرى أن الطريق الواصل من بلدات القلمون الشرقي إلى الشمال السوري أصبح مقطوعاً بالكامل ما يعني حصار المنطقة التي تحوي آلاف العائلات المحاصرين أصلاً من قبل النظام.
كذلك هو الحال في القلمون الغربي، حيث أنه وباحتلال داعش مدينة قارة التي ينظرون ويتوجهون إليها، يفتحون الطريق أمام قواتهم المحاصرة في جرد قارة، ويصبح الطريق سالكاً من جرد قارة (على الحدود اللبنانية السورية) الى مدينة الرقة، دون أي تواجد لقوات النظام على هذا الطريق، ويكون بذلك قد قطع كل طرق الإمداد للثوار في المنطقة.
وبهذا يحاول داعش يحاول زرع طوق أمني حول المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في القلمون الشرقي والغربي، لمنع وصول أي امداد إليه.
نقاط رباط واستعداد تام
المعارك في القلمون الشرقي بين داعش ومقاتلي الجيش الحر والكتائب الإسلامية دخلت عامها الثاني، حيث أن الفصائل الأخيرة أنشأت منذ زمن نقاط رباط لحماية المدن من خطر داعش الذي يحاول احتلال المنطقة، والذي يتمركز مقاتلوه في بئر زبيدة وجبل الضبع ومحسا القريتين.
وهنا يقول مروان: "الفصائل العسكرية التي تقاتل داعش في القلمون الشرقي على أهبة الاستعداد منذ زمن، ويفشلون المحاولات المتكررة لداعش للتقدم، رغم الغارات التي ينفذها الطيران الروسي والتي باتت بشكل شبه يومي".
يشار الى أن الجيش الحر والكتائب الإسلامية كانوا قد سيطروا أواخر عام 2013 على بلدة مهين ومستودعاتها بعد معارك استمرت لأكثر من أسبوعين، إلا أن النظام استعاد السيطرة على المنطقة بعد فترة قصيرة، وأفرغ كميات كبيرة من الأسلحة التي كانت تتواجد داخل المستودعات.