أخبار الآن | حلب – سوريا (محمد وسام)
لليوم السابع على التوالي تعاني مدينة حلب في القسم الذي تسيطر عليه قوّات النظام من حصار خانق، وذلك عقب فشل جيش النظام من استعادة طريقه الوحيد إلى حلب "أثريا – خناصر" من داعش، حيث تشهد المنطقة الجنوبية الشرقيّة من الريف الحلبي معارك قوية بين الطرفين منذ أسبوع.
حلب تتجه نحو الحصار
نحو مليون ونصف المليون نسمة أصبحوا معزولين في الأحياء الغربية بحلب، بعد أن وجدوا أنفسهم محتجزين داخل المدينة بسبب التوتر الذي تشهده المنطقة بشكل غير مسبوق على مدى الأيام القليلة الماضية.
وشهدت الأسواق ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الأولية والمحروقات بسبب فقدان أغلب السلع من السوق ولجوء بعض التجار إلى سياسة احتكار البضائع عقب توقف تدفق كافة المواد عبر الشريان الوحيد الذي يصل المدينة بالمدن والمحافظات الوسطى والجنوبية.
ازدحام كبير شهدته أفران الخبز ومحطّات الوقود بطوابير طويلة، وسط تخوّف الأهالي من نفاذ مادة الطحين والمواد النفطية، حيث بدأت بعض المولّدات الكهربائية التي تغذي المنازل والمحال التجارية بالكهرباء بالتوقف عن العمل وأغلقت بعض محطّات بيع البنزين والمازوت أبوابها في وجه الأهالي.
ويتحدث "أبو كريم" لأخبار الآن وهو بائع متجوّل يعمل في حلب وأب لأربعة أطفال، عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأهالي منذ انقطاع طريق الإمداد قائلاً: "الأسعار ارتفعت بشكل جنوني حتى قبل إغلاق طريق خناصر، معظم الأفران ومحطّات الوقود تعطي نتاجها لعناصر الجيش والشّبيحة لنبقى نحن وأطفالنا بدون أبسط مقوّمات الحياة (المحروقات والخبز)".
ويؤكد أبو كريم أن معظم التجار أخفت البضائع والسلع من السوق بهدف التخزين والاحتكار لبيعها فيما بعد بأسعار خيالية ويضيف: "وصل سعر كيلو الطماطم الواحد إلى 900 ل.س (3 دولارات) بينما تجاوز سعر أسطوانة الغاز 10000 ل.س (29 دولار) بزيادة سبعة أضعاف عما كانت عليه سابقاً.
المواد النفطية وظلام المدينة
ويقول ناشط صحفي، فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن المشكلة ليست فقط في ندرة المواد الأساسية والسلع حيث أن فقدان المواد النفطية لأيام إضافية أخرى سيتسبب في إغراق المدينة في ظلام متجدد ويفرغ الشوارع من السيارات ووسائل النقل.
ويتزامن ذلك مع انقطاع كامل للتيّار الكهربائي عن مدينة حلب وريفها نتيجة المعارك الدائرة على طول الخط الوحيد الذي يغذي المحافظة بالتيّار الكهربائي "حماة– الزربة)، ويرافق انقطاع التيار توقف محطّات المياه عن الضخ لإيصال مياه الشرب إلى أرجاء المدينة بسبب اعتمادها أصلاً على الكهرباء.
فتح معبر مدني بين شطري المدينة
وعلى الجهة المقابلة لمدينة حلب في المنطقة الخاضعة لسيطرة الثوار يطفو على السطح مجدداً الحديث عن فتح معبر مدني بين الجهتين، وذلك عقب قيام كتائب وحدات حماية الشعب الكردية بفتح معبر من جهة حي الشيخ مقصود منذ شهرين وسط رفض من قبل الفصائل العسكرية والجهات الثورية لتلك الخطوة.
ويرى الناشط "كريم عبيد" أنه لا مشكلة من وجود معبر مدني مع قوّات النظام بشرط أن يكون بإشراف جهة ثورية يكون لديها القدرة على ضبط العبور لاسيما من الناحية الأمنية. وأضاف كريم: "حاول الثوار العام الفائت التوصل عبر الهلال الأحمر لاتفاق مع النظام يقضي بفتح معبر آمن من ضربات قناصي النظام، غير أن كل المحاولات باءت بالفشل بسبب إصرار النظام على معبر كراج الحجز الذي كان مرمى لضربات عناصره المتمركزة في حيّ المشارقة".
تجدر الإشارة إلى أن حرب الطرق والإمداد تأخذ حيّزاً واسعاً من المعارك العسكرية التي تشهدها مدينة حلب منذ أواخر عام 2012، حيث عمدت قوّات النظام إلى جر المعركة إلى الطرقات التي تربط المدن بعضها ببعض للسيطرة على شرايين إمداد الثوار بحلب، غير أن الثوار أدركوا أيضاً أهمية هذه المواجهات وتمكنوا في صيف 2013 من قطع طريق إمداد النظام الوحيد إلى حلب قبل أن ينجح جيش النظام في فتح طريق آخر عبر معركة خسر فيها العشرات من جنوده وعتاده العسكري.