أخبار الآن | السويداء – سوريا (تالا جابر)
قريباً من ساحة تشرين في السويداء وعلى أرضٍ كانت تتبع للوقف الدرزي، أنشأ حزب الله مشفى "الوعد الصادق"، وسط استقطابات حادة تعيشها المحافظة، وشباب تغريهم ادعاءات المقاومة وتحدو بهم إلى التشيع.
اختراق حزب الله للسويداء
مشفى "الوعد الصادق" هدفه بالأصل هو مداواة المصابين من عناصر الحزب نفسه، لكنها اتسعت لاحقاً لتشمل المصابين من عناصر النظام والميليشيات التابعة له. ولعل أبرز ما يلفت الأنظار في وجود مثل هذا المشفى هو صبغته الشيعية على أرضٍ درزية، وافتقار المحافظة لأبسط أنواع الخدمات وظهور مشفى لمداواة العسكريين على مستوى عال من الكفاءة، حسب ما يشير مصدر من داخل المحافظة فضّل عدم ذكر اسمه.
ويضيف المصدر أن المشفى واضح في هويته الشيعية، داخل محافظة تسودها الغالبية الدرزية المعروفة بمحافظتها على أصالتها، وعدم القدرة على اختراق نسيجها، ومن ناحية أخرى فإن المحافظة مهملة منذ عقود يهاجر أبناؤها من أجل لقمة العيش.
في الشأن الطبي على وجه التحديد تعاني المشافي فيها بما في ذلك الحديثة "كمشفى صلخد" من نقصٍ في الخبرات أو في المعدات، ويضطر أبناء المحافظة للذهاب إلى العاصمة من أجل الاستطباب.
ويذهب البعض في تحليلهم لوجود هذا المشفى إلى أبعد من ذلك حيث يقول ناشط فضل عدم ذكر اسمه إن "الوعد الصادق" ما هو إلا جزء من محاولات التمدد الشيعي داخل المحافظة، والذي بدأت معالمه بالظهور عبر "استيطان" عناصر شيعية من إيران وحزب الله مع عائلاتهم داخل المحافظة، ومحاولات تغيير البنية الديمغرافية.
لكن في الوقت ذاته ينفي الناشط أن يكون هناك عائلات شيعية حصلت على نسب درزي في السويداء وهو ما أثار الكثير من الجدل في الفترة الماضية.
التلويح بشبح داعش
ويلفت الناشط إلى أن الحالة القائمة في سوريا وظروف الحرب دفعت العديد من الشباب إلى الانضواء تحت ما يسمى "الدفاع الوطني" حيث يخضع العديد منهم لدورات تدريبية مأجورة في إيران، هؤلاء يعتقدون أنهم يعملون جنباً إلى جنب مع أصحاب المشروع "المقاوم" كما يدعون. ومن ناحية ثانية يستقطب الشيعة أبناء المحافظة عبر المخاوف الوجودية لا سيما بوجود داعش وبعض الفصائل الراديكالية المتشددة.
كل تلك الهواجس وأكثر، لطالما منعت السواد الأكبر من أبناء المحافظة من مناصرة الثورة، وهي ذاتها الهواجس التي يستغلها حزب الله وإيران ضمن حملات التشيّع التي تتفشى على مهل داخل المحافظة، حسب ما يشير الناشط، ويضيف إلى ذلك الأسباب الاقتصادية والمعيشية، فحامل السلاح إلى جانب إيران وحزب الله يتمتع بميزات وحصانة لا يتمتع بها غيره من باقي الميليشيات التابعة للنظام.
أما من الناحية الميدانية فينبه أحد الناشطين إلى أن التواجد الشيعي في السويداء على شكل خلايا نائمة واختراق هذا النسيج يهدف إلى منع تطور أي مظهر احتجاج وتحوله إلى ثورة، وقطع الطريق أمام أي تعاون يمكن أن ينشأ في المنطقة الجنوبية بين السهل والجبل والذي من شأنه أن يفتح الباب واسعاً للوصول إلى الغوطة ومنها إلى دمشق.