أخبار الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة – (متابعات)
رجحت صحيفة لا ستامبا الإيطالية في تقريرلها ان يكون داعش نجح في الاستحواذ على أبرز فرق القاعدة. بعد الترجحيات التي أشارت إلى تورط داعش في تحطم الطائرة الروسية في سيناء.
وأوضحت الصحيفة أن فرضية تفجير داعش للطائرة تعني، بحسب الخبراء، تحولاً استراتيجياً في تفكير البغدادي، زعيم داعش من خلال نجاحه في استقطاب قيادات الهجمات البارزة في صفوف التنظيم والاستحواذِ عليها مثل مهندس التفجيرات في الفرع اليمني للقاعدة السعودي ابراهيم العسيري، المطلوب الأول لدى المملكة على قائمة الـ85 الشهيرة، منذ سنوات طويلة.
وحذرت الصحيفة من أن يكون العسيري لم يلتحق بمفرده بداعش وإنما انضمت معه فرق وقيادات من القاعدة ذاتِ خبرة طويلة بالإرهاب وبدول المنطقة وهو ما يفتقده افراد داعش وقياداتـُه وفق الصحيفة. مشيرة إلى ان هذه الخطوات تشكل تحولا خطيرا في خارطة الإرهاب الدولي.
وفي انتظار ما ستكشفه التحقيقات عن وجود آثار لمواد متفجرة على بقايا الطائرة والتربة في مكان سقوط الأخيرة من عدمه، قالت الصحيفة الإيطالية إنه إذا ثبت وصول المتفجرات إلى الطائرة، فإن ذلك سيكون التفسير المنطقي الوحيد لإصرار داعش على التلاعب والاستفزاز في تسجيله الصوتي الأخير الذي اكتفى فيه بتحدي المحققين وتمسكه بتأجيل الكشف عن كيفية وطريقة إسقاط الطائرة.
ولتقريب الصورة أكثر، يُمكن القول إن العسيري يُمثل إحدى النجاحات النادرة لتنظيم القاعدة، بفضل سجله الحافل والطويل، رغم حداثة سنه نسبياً بما أنه مولود في 1982، ولكن ذلك لم يمنعه من إحراز شهرة أسطورية في الأوساط الإرهابية القاعدية، بعد اختراعه لما يُمكن تسميته بالقنابل أو المتفجرات المجهرية، والتي لا يتجاوز وزنها بعض غرامات، مع قوة تفجير هائلة.
ويُعتبر العسيري الذي ولد في الرياض من أشهر أعضاء القاعدة في اليمن بعد نجاحه في تحويل مواد كيميائية بسيطة بفضل دراسته وتخصصه في الكيمياء إلى مواد صعبة الاكتشاف أولاً وشديدة التدمير.
ومن الهجمات البارزة الشهيرة التي تورط فيها العسيري، محاولاته المتكررة وبواسطة هذه التقنية المرعبة، تفجير طائرة أمريكية بعد تلغيم حذاء النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، فوق المحيط الأطلسي في 2009، ومحاولته تفجير طائرة أخرى كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة بعد تلغيم طابعة صغيرة على متنها، قبل أن ينجح الأمن الإماراتي في إبطال مفعولها، في 2010، وغيرها من المحاولات الأخرى الفاشلة أو التي لم تعلن لأسباب أمنية، والتي حملت جميعها بصمة العسيري، وشبكته التي كانت تعمل تحت إمرة اليمني الأمريكي أنور العولقي، الذي تخلصت منه الولايات المتحدة في غارة نفذتها إحدى الطائرات الموجهة، في 2011.
وكان لنجاحات العسيري "التقنية" باعتماد القنابل التي لا تتطلب سوى عشرات الغرامات التي يُمكن وضعها في الأحذية، وحتى في الجسم البشري، دوره الحاسم في اعتماد الولايات المتحدة وإسرائيل، ما يعرف بتقنية الماسحات للأجسام البشرية، التي أثارت الكثير من الجدل منذ اعتمادها في 2010، قبل أن تسحبها في 2013، لقلة فاعليتها من جهة، وللرفض الكبير والجدال الذي أثارته في مختلف أنحاء العالم.
وإذا صحت هذه النظرية فإن ذلك يعني حسب الصحيفة في أسوأ الأحوال أن العسيري شخصياً كان وراء التفجير الأخير مع ما يعني ذلك من تهديد متزايد، وفي أحسنه أن داعش استفاد من انشقاق بعض تلاميذ العسيري من هذه التقنية المتطورة، ليكون هجوم سيناء "باكورة هجماته الجديدة" ضد روسيا وضد مصر بشكل عام، بما يُمثل فصلاً جديداً من الإرهاب الداعشي الذي سيوسع هجماته مستقبلاً لتشمل السماء بعد الأرض، بعد هذا المكسب الكبير الذي عزّز به قدراته.