أخبار الآن | لبنان – (خاص)
بعد عدة حوادث حصلت مؤخراً بحق اللاجئين السوريين في لبنان، كان آخرها استشهاد ثلاث نساء في عرسال نتيجة إطلاق نار من قبل الجيش اللبناني، حسب رواية اللاجئين في البلدة؛ أطلقت مجموعة من السوريين في لبنان هاشتاغ #أخرجونا_من_لبنان، كنوع من التعبير عن سخطهم لما يحدث لهم.
ضحايا سوريين بنار الجيش اللبناني
حادث إطلاق النار والتي أكد الجيش اللبناني أنه من قام بذلك ردا على هجوم تعرضوا له بعد استهدافه بعبوة ناسفة أسفرت عن جرح عدد من الجنود، كان نتيجتها تنفيذ مداهمات بين المخيمات لملاحقة مصدر النيران، إلا أن شهادات اللاجئين أكدت أن الإطلاق أسفر عن استشهاد طفلة واثنتين غيرها من اللاجئات.
"أحمد القصير" إعلامي ولاجئ سوري في لبنان وهو أحد الناشطين بالحملة، يوضّح أهم أسباب انطلاق الحملة حيث يقول: "يتعرض اللاجئين لضغوطات وتضييقات في أغلب المناطق اللبنانية من قبل بعض العنصريين والحاقدين. لكننا لا ننسى أيضا من يقف إلى جانب هؤلاء اللاجئين من شرفاء في هذا البلد".
ويتابع القصير: "للأسف أصبح السوري في لبنان وكأنه في سجن كبير عوضا عن أن يكون في بلد الحريات، ويخرج البعض لتوعية اللاجئين تجاه احترامهم للدولة المضيفة ويتناسى حقوق اللاجئ الذي أصبح أرخص سلعة موجودة في هذا البلد؛ التي تعبث فيه يد حزب الله بشكل كبير ولا يستطيع أحد كفها".
حزب الله رأس الفتنة
وبعد سلسة الخسارات والتدخل الروسي في سوريا وكف يد حزب الله وانخفاض الدور الايراني فيها قليلاً، بدأ الحزب يفكر في مرحلة ما بعد الأسد. لذلك حرصا منه على ضبط الحدود مع القرى السورية التي اغتصبها، يريد للفتنة أن تنتشر في المناطق اللبنانية التي تحتوي الثورة السورية. هنا تعيدنا الذاكرة لانتهاكات عدة ضد اللاجئين ولمعركة عرسال في آب الماضي والانتهاكات الحاصلة فيها، والتي كان ضحيتها الوحيدة هي اللاجئين وأهل عرسال. وبعدها بدأت سلسة من الضغوطات على اللاجئين السوريين من اعتقالات وتهم جاهزة، ومنع وصول المساعدات لتلك المنطقة والتضييق على مشاريع التعليم والصحة وغيرها.
كل ذلك أدى إلى تشكيل ضغط كبير على اللاجئين السوريين، الذين لم تلق معاناتهم آذانا صاغية من الحكومة اللبنانية في ظل غيابها والتفاتها لصراعاتها الداخلية.
لا ننكر هنا دور الأفراد وبعض المؤسسات اللبنانية، لكنها في النهاية لا تستطيع الوقوف في وجه من يحمل السلاح واحتل بيروت وخصوصا ميليشيا حزب الله. وغير بعيد تلك المحاولات التي هدفت من قبل الميليشيا المذكورة إلى جرّ الجيش اللبناني لوضعه في مواجهة اللاجئين واهالي عرسال، لتأتي قصة المخطوفة "عبير" والتي شكّلت ضغطا كبيرا، وبعدها ما يحدث اليوم.
فقد تم تفجير هيئة علماء القلمون التي هي صمام الأمان بين المجموعات السورية والحكومة اللبنانية واللاجئين، والتي مهمتها إنسانية إغاثية، حيث قضى في تفجيرها خمسة منهم.
وبعد أقل من 24 ساعة حصل تفجير مفتعل تدلّ حيثياته إلى قتل وضرب عناصر الجيش اللبناني وتوريط اللاجئين السوريين في الموضوع.
هاشتاغ الخروج من لبنان
لكن اللاجئين السوريين لم يعودوا يتحملون اللعب بهم كورقة بيد الميليشيات اللبنانية، فبينما كان اللاجئون السوريين يدفنون السيدات الثلاث في عرسال، جاء خبر اختطاف فتاة في مخيم في مدينة زحلة لم تبلغ 14 عاما.
كل هذا شكل ضغطا على اللاجئين وصل مرحلة الانفجار، مما استدعى الناشطين وهيئة علماء المسلمين السورية وجميع من يستطيع العمل والتواصل مع جهات لبنانية رسمية وعربية وغيرها للاتفاق على مطالب أولها تخفيف معاناة اللاجئين السوريين.
وفي ظل تشكيل اللجنة أطلق الناشطون ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من اللاجئين السوريين مباشرة هاشتاغ # شكراً_لأستضافتكم #أخرجونا_من_لبنان، في محاولة رفع معاناتهم وتوضيح الضغوطات والانتهاكات التي يتعرضون لها في لبنان على أمل أن يتم نقلهم إلى الشمال السوري المحرر.