أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (سامر حمزة)
ذكرت تقاريرُ لصحف غربية بأن هناك تحالفا بين داعش وبعثيين ينتمون الى جناح عزة الدوري الذي كان يتولى منصب نائب رئيس العراق الاسبق صدام حسين إبان حكم البعث، التقارير كشفت أن هذا التقارب هدفٌ الى تبادل المنفعة بين الطرفين.. فالبعثيون يدعمون داعش لضمان استمراريتهم ، بينما استغل داعش خبراتهم لتقوية وجوده.
التاسع من شهر يونيو لسنة الفين وأربعة عشر، مسلحون من داعش يسيطرون على الموصل ثانية كبرى المدن العراقية. كانت صدمة بكل المقاييس للمنطقة والعالم.. كيف إستطاع هذا التنظيم بعدد قليل من الأفراد ووقت سريع من إحتلال المدينة وتمدده إلى مناطق عراقية أخرى. مع مرور الأيام بدأت الصورة تتضح أكثر فاكثر لتكشف عن تحالف نشأ بين داعش والبعثيين السابقين بقيادة عزة الدوري نائب رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين. إستغل البعثيون داعش ليستمر وجودهم ويدعمهم، بينما إستغل داعش خبرات البعثيين لتقوية وجوده.
المعرفة المتزايدة بطبيعة العلاقة بين البعثيين وداعش كشفته الوثائق التي عثر عليها بحوزة القيادي في داعش أبو عبد الرحمن البيلاوي وأسمه الحقيقي عدنان إسماعيل الدليمي وكان ضابطاً سابقاً في الجيش العراقي وقد قتل على يد القوات العراقية في ضواحي مدينة الموصل شهر يونيو الماضي، وأخرى نشرتها مجلة دير شبيغل الألمانية كشفت أن ضابطاً سابقاً في جهاز إستخبارات النظام العراقي السابق وأسمه سمير عبد محمد الخليفاوي ويكنى بحجي بكر، كان العقل المدبر لداعش خاصة في إحتلاله لشمال سوريا مستعيناً بخبرات إمتلكها في عهد الجهاز الأمني للنظام السابق، الملفت أيضاً في هذه الوثائق هو إشارتها إلى أن حجي بكر وضباط إستخبارات عراقيين سابقين، جعلوا أبو بكر البغدادي زعيماً لداعش بهدف منح التنظيم وجهاً دينياً.
من الشخصيات البعثية المهمة في داعش هو حاجي معتز وأسمه الحقيقي هو فاضل أحمد الحيالي وقد كان من الضباط الكبار في الجيش العراقي وهو العقل المدبر لهجوم داعش على الموصل. وصفته الإدارة الأمريكية بالشخص الذي يعرف كيفية تنظيم جماعة إرهابية وحملة عسكرية. حاجي معتز قتل في غارة أمريكية بطائرة من دون طيار قرب الموصل. وهذا ما جعلت التساؤلات تزداد، فهو ثالث قيادي كبير في داعش وبعثي سابق يقتل خلال سنة ونصف بعد حجي بكر وأبو عبدالرحمن البيلاوي والذين شغلوا جميعم منصب نائب أبي بكر البغدادي وقائد المجلس العسكري. هل هي مصادفة؟ كثير من الخبراء لا يتفقون مع هذا. ويدور جدل حالياً ما إذا ما كان داعش هو من وشى بهؤلاء ليتخلص منهم بطريقة لا تسبب له المشاكل مع البعثيين الأخرين في التنظيم.
يعود هذا وفقاً للخبراء، إلى أن البغدادي قلق من زيادة قوة البعثيين في داعش ونفوذهم خاصة بعد النجاحات التي حققوها. فخلافاً للبغدادي، فإن هؤلاء الرجال كانوا يحتلّون سابقاً، مناصب كبيرة في الجيش العراقي، ومدرّبين جيداً ليكونوا رجال دولة، بينما البغدادي لا يمتلك أي من هذه المقومات، كما أدى الضباط البعثيون السابقون دوراً مهماً وكبيراً في إعادة هيكلة الجناح العسكري والأجهزة الأمنية لتنظيم داعش، وإستفاد التنظيم كثيراً من خبرتهم العسكرية والإدارية، وبسبب هذا يعد داعش اليوم من أكثر الجماعات الجهادية تطورًا على المستوى الهيكلي التنظيمي والفعالية الإدارية.