أخبار الآن | السويداء – سوريا (تالا جابر)
بدأ فرع الأمن العسكري في السويداء خطواته الفعلية لإنهاء حركة مشايخ الكرامة والقضاء عليها تماماً، بتفويضٍ من مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز وعبر تهمة قتل أمين فرع الحزب ورئيس اللجنة الأمنية في المحافظة شبلي جنود.
إنهاء حركة المشايخ
بعد يومين فقط من انتشار نبأ اعتراف الدكتور عاطف ملاك بأنه حاول معالجة جنود في منزل الشيخ رأفت البلعوس، سرب الأمن العسكري فيديو للقاءٍ جمع رئيسه "وفيق ناصر" مع مشايخ العقل ومجموعة من أبناء السويداء وفيه قال أحد مشايخ العقل حكمت الهجري: "اتفقنا على كلمة واحدة إطلاق يد القانون والدولة بما تراه مناسباً".
ليؤكد بعدها ناصر على أنه أخذ التفويض لقتل مشايخ الكرامة والقضاء على حركتهم بشكلٍ نهائي.
وأولى الخطوات العملية بدأها ناصر اليوم عبر مواجهة الدكتور ملاك مع أهالي من محافظة السويداء في ساحة الأمن العسكري، حيث كرر ملاك الرواية التي بثها النظام.
ولعلها المرة الأولى التي يستخدم فيها الأمن العسكري أسلوب مواجهة المتهم مع الأهالي من السويداء، ويرى الناشطون أن هذا الاعتراف العلني لملاك يقصد منه ناصر تشويه صورة مشايخ الكرامة وسحب أي غطاء اجتماعي يمكن أن يحميهم في الأيام القادمة.
وهذا ما يؤكد عليه ناشط من المحافظة فضل عدم ذكر اسمه، مضيفاً أن الأمن العسكري حسم أمره في القضاء نهائياً على مشايخ الكرامة أولاً عبر تلفيق التهمة لهم وثانياً عبر التفويض الذي حصل عليه من أعلى سلطةٍ روحية في المحافظة، والآن عبر التفويض الاجتماعي إن صح التعبير.
اتفاق مشترك على المشايخ
ويشير الناشط أن "ناصر" أراد أن يرسّخ روايته في أذهان الناس عبر الحديث المباشر بين ملاك والأهالي من أصحاب العلاقة في هذه القضية، وإلا كان بمقدوره أن يبث اعترافاته عبر التلفزيون كما سبق وفعل في اعترافاتٍ أخرى.
وحسب ما نشرت صفحات موالية للنظام فإن ناصر وعقب سماع الأهالي لاعترافات ملّاك طالب الأسماء التي وردت في الاعترافات بتسليم نفسها حيث اعتبر أنه على كل من أبو يوسف -والمقصود الشيخ رأفت البلعوس زعيم مشايخ الكرامة- ومزيد خداج وناصر حمدون وابنه من قاموا بإخفاء الجثمان "يجب تسليمهم هؤلاء المتهمين وأسلحتهم على الفور وتسليم الجثمان حتى يتوارى الثرى".
التخوف من الفتنة
وكانت موجة من ردود الأفعال الغاضبة تبعت نشر فيديو تفويض مشايخ العقل لوفيق ناصر على دماء أبناء السوداء، حيث يعلق مصدر مقرب من مشايخ الكرامة بالتأكيد على أن مشايخ العقل يثبتون يوماً بعد يوم ارتهانهم للسلطة الحاكمة بدلاً من أن تكون رسالتهم هي دينية وروحية، والمشكلة أنهم لا يدركون حقيقة ما ستذهب إليه الأمور، لأن وفيق ناصر لم يترك لهم مجالاً حتى لحفظ ماء وجههم اجتماعياً، لذلك قام بتسريب هذا الفيديو، ليضعهم في الواجهة، وهذا ما سيؤدي إلى فتنةٍ حقيقية بين أبناء الجبل أنفسهم.
ويعتبر المصدر أن السويداء مقبلة على أيام سوداء، بعد هذه الأحداث المتسارعة، فرجال الكرامة مستنقرون بسلاحهم الكامل لمنع أي اعتداء من قبل الأمن العسكري، ورغم محاولات الأمن العسكري بتشويه صورة مشايخ الكرامة لكن هناك من أهالي السويداء من لن يسمح بالاعتداء على أي شخص من أبناء المحافظة.