أخبار الآن | الزبداني – سوريا ( أحمد صالح )
منذ بدء الحملة العسكرية التي يشنها الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله اللبناني والقوات التابعة للأسد على بلدة الزبداني لا يزال الأهالي يعانون ظروفا صعبة تزداد يوما بعد يوم، خصوصا مع إستخدام كل أنواع الأسلحة والطيران من قصف عنيف ودمار.
أكثر من 3000 برميل وأكثر من 1500 صاروخ وألاف القذائف دمرت بلدة الزبداني وحولتها لبلدة منكوبة محاصرة، سياسة الأرض المحروقة التي إنتهجتها القوات التابعة للنظام وميليشا حزب الله والحرس الثوري هي الأشرس لم تكتف بتمدير الحجر والبلدة بل خلفت مئات القتلى والجرحى من المدنيين والأبرياء، وبدأت تنتشر بعض الأمراض كالهستريا من هول ما رأى أهالي الزبداني.
عامر برهان مدير المشفى الميداني في الزبداني قال لأخبار الآن أن بعض الأعراض بدأت تظهر على مدنيين كالهستيريا وذلك جراء الضغوط النفسية الكبيرة التي تعرض لها الأهالي ومن قسوم المشاهد والدمار، وكشف برهان: أن 17 حالة من السهتيريا غالبيتهم من النساء ظهر عليهم هذا المرض موضحا أن المرضى معظمهم من الذين فقدوا عوائلهم وأبنائهم ".
وأضاف مدير المشفى أنه جراء الخوف والحرمان والجوع وحالات النزوح التي أجبر عليها الأهالي إضافة إل فقدانهم ابنائهم كل ذلك وعوامل أخرى أدت لإنتشار هذا المرض كما يعاني الكثير من المدنيين من حالات كاللإضطراب والانفعالات المزمنة حيث يحاول الكثير من المدنيين الهروب من الصراع النفسي ومن حالة القلق المستمر جراء القصف وأخبار الموت ومناظر الأشلاء والقتل التي امتلأت بها الشوارع.
أبو أيمن من سكان الزبداني يقول ": إن كثرة الدمار وأصوات الانفجارات والحرائق الكثيرة جعلت المدنيين في حالات مروعة" مضيفا "أنا لست مستغربا من انتشار هكذا مرض فالذي يمر به الأهالي لا يتحمله بشر ولا حجر".
بينما قال أبو صالح: "إن الألة العسكرية التي كنا نعتقد أنها لحمايتنا إستخدمها النظام لقتلنا وإبادتنا قصفنا بجميع أنواع الأسلحة وبراميل الموت المدمرة وامتلاءت السماء بالقذائف وكأنها زخات من المطر جثث أشلاء إنتشرت في الشوارع وجرحى يصرخون من ألمهم ونحن نقف مكتوفي الايدي لا حيلة لنا فليس من الغريب أن نهرب لواقع أخر بعقولنا وأرواحنا لعالم أكثر أمان ".
ويشار إلى ان مرض الهستيريا هو اضطراب عصبي يؤدي إلى فقدان السيطرة على الذات وهو من اليات الدفاع عن النفس، كما يطلق على الهستيريا مصطلح الارتداد الوظيفي الذي يعكس الصراع الداخلي للفرد.
وذكر الطبيب عثمان محمد من المشفى الميداني بالزبداني أن مرض الهستيريا نوعان هستيريا تحويلية التي يحاول بها المريض تحويل القلق والصراع النفسي بعد كبتها إلى عرض عضوي، والنوع الثاني للهستيريا هي "التفكيكية" ويقصد بها تفكك الشخصية واضطراب وظائفها، ويقوم المريض ببعض التصرفات الغريبة كفقدان الذاكرة للهروب من مواقف معينة أو بيئة ما.
ووجه "برهان" نداء لكل العالم والمنظمات الإنسانية بأن ينظروا إلى حال الاهالي في تلك المدينة التي فقدت الكثير من أبنائها مستائلا ماهو الذنب الذي اقترفه هؤلاء المدنيين ؟!.