أخبار الآن | درعا- سوريا(سارة الحوراني)
على مدار ثلاثة أيام نفذت فرق شباب السنة التابعة للجبهة الجنوبية الجيش السوري الحر، وبالتعاون مع هيئات ومنظمات مدنية، حملة تشجير في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي والخاضعة لسيطرة الثوار.
سنجعل من مدينة الحجارة السوداء جنة خضراء
يقول الإعلامي "علاء الوادي" من المكتب الإعلامي في بصرى الشام لمراسلة أخبار الآن: "إن حملة التشجير والتي أطلق عليها "سنجعل من مدينة الحجارة السوداء جنة خضراء" تهدف إلى إعادة الغطاء الأخضر لمدينة بصرى الشام، وذلك بعد الحرب بين قوات النظام وحفائها من المليشيات الإيرانية واللبنانية من جهة وبين فصائل الثوار من جهة أخرى، حيث استمرت لمدة أربعة أعوام دمرت على إثرها نسبة كبيرة من الغطاء الأخضر في المدنية".
وبينما يلفت الوادي إلى أن الحملة شملت الطرقات والمدارس والحدائق العامة داخل المدينة فإنه يوضح أن عدد الغراس التي تمت زراعتها في الحملة بلغ 5 آلاف غرسة حراجية، حيث قسمت الحملة إلى مرحلتين: الأولى استمرت لثلاثة أيام زرعت فيها الأشجار الحراجية، أما المرحلة الثانية والتي ستنطلق قريباً سيتم فيها غرس الأشجار المثمرة في المدينة، مشيراً إلى أن فرقة شباب السنة التابعة للجيش السوري الحر قامت بتأمين كافة احتياجات الحملة من آليات وعناصر وغراس.
وأكد على أنه "تم وضع خطة لحماية الغراس من القطع الجائر بفرض عقوبات من قبل المعنيين على الحملة بالإضافة إلى تأمين مياه لري الغراس بشكل متواصل ومتابعتها من قبل قيادة الفرقة والمؤسسات المدنية في المدنية".
مقاتلو الجيش الحر العنصر الرئيسي في الحملة
وتأتي الحملة ضمن عملية استكمال تحرير المدينة الأثرية، وتعميق العلاقة المتبادلة بين الأهالي من جهة والجيش الحر في المدينة من جهة ثانية. "أبو أحمد" أحد عناصر فرقة شباب السنة المشارك في الحملة يقول لـ أخبار الآن: "إن حملة التشجير تأتي ضمن إطار عملنا الإنساني، فنحن قبل أن نحمل السلاح كنا من أهالي المدنية عملنا على رعايتها ومن ثم تحريرها بالسلاح واليوم إعادة إعمارها من جديد لتعود أيقونة الريف الشرقي، حيث تعوم المدينة على بحر من الآثار الهامة، والتي تعرضت للدمار جراء القصف العنيف من قبل قوات الأسد والاستهداف المباشر للمعالم الأثرية كسرير بنت الملك وتدميرها بشكل مقصود".
ثقة الأهالي بمقاتلي الجيش الحر
ومن جانبهم عبر أهالي مدينة بصرى الشام عن سعادتهم بالحملة والتي أثبت من خلالها مقاتلو الجيش الحر بأنهم قادرون على القتال في أصعب المعارك ولكن في الوقت ذاته يسعون إلى بناء الوطن وحماية أهله.
"أم عبدالله" سيدة من سكان مدينة بصرى الشام أشارت إلى أن حملة "سنجعل من مدينة الحجارة السوداء جنة خضراء" تعكس مدى الوعي لدى مقاتلي الجيش الحر في المدينة بأهمية الحفاظ على المرافق العامة والممتلكات الخاصة وصيانة المدينة لتسهيل ظروف المعيشة للأهالي، فالتحرير لا يكتمل إلا بإعادة البناء وتحسين المعيشة للأهالي الذين ذاقوا الويلات على أيدي قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها أثناء احتلالها لمدينة بصرى الشام، والتي تم تحريرها بعد معارك شرسة في شهر آذار/ مارس من العام الجاري.
يشار إلى أن الغطاء النباتي في محافظة درعا تعرض لعمليات قطع جائر للأشجار الحراجية حيث وصلت نسبة الدمار في الأحراج إلى أكثر من 80 بالمائة منها.