أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
تستمر محاولات قوات النظام السيطرة على عدة مناطق استراتيجية في ريف اللاذقية المحرر وخاصة في جبلي الأكراد والتركمان، مدعومة بالطائرات الروسية الحديثة في الجو، والصواريخ ذات التأثير التدميري الكبير على الأرض، والتخطيط والإستراتيجيات الروسية الحديثة في المعارك والقتال ضد الثوار، والتي خُصصت للحروب الكبرى بين الدول.
لكن تلك العوامل كافة لم تؤثر على الأرض سوى بمكاسب بسيطة "في السيطرة على الأرض" لقوات النظام وحلفائها لا تتناسب أبداً مع حجم الدعم العسكري، وخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ويعزو الثوار ذلك إلى التضاريس القاسية في المنطقة والأجواء وخبرة أهل المنطقة في التعامل مع النظام.
أشباح بلدة غمام تطارد قوات النظام
خلال أقل من أسبوع واحد من سيطرة قوات النظام على محور غمام قامت قوات الثوار بإمطار "تلة البرج الأحمر" و "بيت ملك" و "جبل بكداش" بالعديد من قذائف الدبابات والهاون على المحارس والدشم التي يعرفها الثوار جيّداً، واتباع سياسة الأرض المحروقة التي اتخذها النظام في سيطرته عليها، وذلك انتقاماً لمجرزة مخيمات أوبين التي حدثت منذ عدة أيام والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن خمسة وثلاثين سورياً بين شهيد أو جريح، مما أدى إلى بث الخوف والرعب في قلوب العساكر المتواجدين في المنطقة.
واستطاع الثوار الدخول إلى القرية واغتنام دبابة بالإضافة إلى آلية هندسية "تركس" كانت تستخدمه قوات النظام لحفر الدشم والطرق بين الجبال.
أخبار الآن التقت "أحمد عبد الحميد" أحد المشاركين في الهجوم على بلدة غمام حيث أفاد: "نعم لقد انسحبنا من بلدة غمام بسبب كثافة النيران التي صبتها راجمات الصواريخ الحديثة علينا من جهة، والطيران الحديث بغاراته من جهة أُخرى، نحن لا نمتلك راجماته المتطورة ولكننا نمتلك مدافع الهاون والتي نصوبها نحو الدشم التي كنا فيها ونعرف إحداثياتنا كما نعرف كف يدنا، وسنجعل قوات النظام تندم على دخوله البلدة".
معارك جبل الأكراد تعود للواجهة
بعد العديد من المحاولات الفاشلة التي قامت بها قوات النظام بشكل دوري، بدت مثل اللاعب الخاسر دائما، ففي كل مرة يعيد المحاولة غير آبه بالجنود الذين يفقدهم.
سيطر النظام يوم أمس 12/11 على أحد تلال "الجب الأحمر" الإستراتيجية لساعات معدودة بعد أكثر من خمسة عشر غارة من طيران النظام الحديث "السوخوي 34" المنطلق من مطار حميميم بعد أن قامت طائرات الاستطلاع التي لا تُفارق سماء المنطقة تحديد إحداثيات أماكن تجمع الثوار.
لكن قوات الثوار قامت بعملية نوعية واستطاعت تحرير التلة وقتل وجرح العديد من قوات النظام وسط اشتباكات عنيفة بالرشاشات الثقيلة والبنادق الحربية الخفيفة "الكلاشينكوف"، مع اشتباكات متقطعة شهدها محور قرية "كفردلبة" والتي سيطر عليها الثوار مؤخراً.
الناشط الميداني "أبو جميل" يقوب لأخبار الآن حول معارك جبل الأكراد: "الأيام القليلة الماضية شهدت الجبهة سكوناً لا يخلو من تمشيطات نارية من جهتنا وجهة النظام وأدركنا أنه يُحضّر لاقتحام جديد كعادته ليعود خاسراً".