أخبار الآن | حلب – سوريا (محمد وسام)
استطاعت مجموعات من جيش النظام مدعومة بميليشيات إيرانية وعناصر من حزب الله اللبناني اقتحام بلدة الحاضر أحد أبرز معاقل الثوار في ريف حلب الجنوبي مساء الخميس، وذلك بعد مواجهات عسكريّة كبيرة دارت بين الطرفين خلال الأسبوع الفائت.
الحاضر والعيس .. وتبادل السيطرة
وسط تغطية جويّة كثيفة من قبل الطيران الروسي وبعد قصف المنطقة بعشرات الغارات وصواريخ "أرض- أرض" تمكن جيش النظام من فرض سيطرته على كامل "الحاضر" وبث إعلام النظام صوراً لجنوده أمام مبنى البريد والاتصالات وسط البلدة تزامناً مع معارك عنيفة تدور في المنطقة.
كما سيطر جيش النظام على قرية العيس والتلة المجاورة لها شمال غربي الحاضر وبذلك أصبح على بعد 1 كلم فقط من طريق "حلب – دمشق"
بدورها أعلنت كتائب الثوار تكبيد قوّات النظام خسائر كبيرة في العتاد والأرواح خلال المعركة، كما أكد قائد ميداني في الجيش الحر أسر نحو 12 عنصراً من قوّات النظام وتدمير 3 آليات واغتنام أخرى خلال المواجهات فجر الجمعة.
وتسعى قّوّات النظام إلى توسيع سيطرتها العسكرية في ريف حلب الجنوبي منذ مطلع أكتوبر/تشرين الثاني، رغم الخسارة الكبيرة التي تتكبدها في سبيل ذلك لاسيما في العتاد العسكري والآليات المدرعة أثناء تصدي الثوار لها بصواريخ التاو والصواريخ الأخرى المضادة للدروع، حيث يعتبر تقدم النظام في المنطقة هو الثمرة الأولى التي حققها منذ تدخل القوى الجويّة الروسية المساندة له، وذلك بعد فشل جيشه في إحراز أي تقدم في ريفي إدلب وحماه.
محاولة السيطرة على الطريق الدولي
ويرى القائد العسكري لجيش الإسلام في حلب "محمد عكيدي" أن جيش النظام يهدف أيضاً إلى تقطيع أوصال المناطق المحررة بين الشمال في حلب والوسط في حماة وريف إدلب الجنوبي، فضلاً عن تمكنه من السيطرة الكاملة على الطريق الدولي "حلب–دمشق" فيما إذا استمر في التقدم في ريف حلب الجنوبي.
وعن معركة الحاضر يقول العكيدي خلال حديثه لأخبار الآن أن انسحاب الثوار من البلدة جاء بعد معركة قوية جداً استمرت على مدى الأيام الماضية شارك النظام سرب من الطيران الروسي بهدف الدعم الجوّي وأضاف قائلاً: "النظام كرّس قوى عسكرية كبيرة لهذه المعركة، يومياً يتم قصف الخطوط الخلفية بعشرات الصواريخ الذكية ناهيك عن الطيران الروسي الذي لا يكاد يفارق أجواء المنطقة".
كما أكد وجود تعزيزات قويّة للثوار في بلدة العيس، حيث أن الكتائب المقاتلة مدركة الآن أنها في وضع دفاع لصد جيش النظام الذي يسانده العدوان الروسي جوّاً إضافة إلى ميليشيات طائفية من مختلف الجنسيات.
غير أن الناشط الميداني "سامر عيد" يرى أن وضع حلب غير مطمئن عسكرياً فرغم تطمينات الفصائل العسكرية بشكل يومي، إلا أن النظام يتقدم بشكل ملحوظ في ريف حلب، ويضيف قائلاً: "النظام يريد إبادة المناطق المحررة في سبيل إحراز انتصار يرضي به حلفاؤه الإقليميين والدوليين، أنا أثق بقدرة ثوارنا وجيشنا الحر لكن عليهم العمل للتوحد أكثر من ذلك فالحرب سجال وربما يكون غداً لثوارنا رأياً آخر في المعركة".
ويشدد سامر على الفصائل العسكرية ضرورة تعزيز التنسيق فيما بينها ومع الثوار في حماه وإدلب حيث بات واضحاً الارتباط العسكري بين مجريات المعارك على مختلف جبهات البلاد من جنوبها حتى أقصى شمالها.