أخبار الآن | السويد – تحقيقات (عادل سليمان)
أشارت تفجيرات باريس الإرهابية مساء الجمعة إلى إمكانية إعادة سيناريو أحداث الحادي عشر عشر من أيلول من ناحية ارتباط الإرهاب بالإسلام من جهة، وبدء اتخاذ إجراءات من قبل المسلمين في أوربا من شأنها دفع تهمة العلاقة بينهم وبين العنف.
فبعد الأحداث الدامية التي وقعت في باريس وذهب ضحيتها اكثر من 130 قتيل وحوالي 500 جريح، ظهرت بعض ردود الفعل السلبية تجاه اللاجئين، وكان أولها إحراق مخيم للاجئين في منطقة "كاليه" شمال فرنسا، إضافة للعديد من التصريحات المعادية من قبل ممثلي اليمين المتطرف في فرنسا وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي.
قام مراسل "أخبار الآن" باستطلاع آراء بعض اللاجئين السوريين في أوربا حول مخاوفهم بعد الهجمات وما يتوقعون حدوثه، وما الذي يتوجب عليهم فعله.
التخوف المشروع للاجئين
في أوربا، بدأ التوجس والتخوف من محاولة ربط اللاجئين بالإرهاب والعنف، خاصة مع تزايد الأصوات المعترضة على تزايد أعدادهم قبل التفجير بوقت.
"علي" لاجئ سوري من دمشق يقيم في السويد منذ حوالي العام، يقول مراسل أخبار الآن: "أنا أدين القتل في باريس وفي أي مكان آخر في العالم، وبالتأكيد قتل المدنين"، وعند سؤاله إن كان يشعر بالذنب بعد ما حصل أجاب بالنفي. أما عن مخاوفه من الأعمال الانتقامية، فقد قال أن لديه بعض المخاوف من ردود الفعل الفردية، لكن "في النهاية الدول الأوروبية هي دول تحترم القانون ولن تأخذ أحد بجرم آخرين".
ويتابع علي: "أعتقد أن على اللاجئين العمل على إدانة هذه الأعمال وتوضيح موقفهم من كل ما يحصل، ولابد من العمل بشكل جماعي ليصل صوتنا إلى الرأي العام الأوربي".
"نادية" سيدة سورية تقيم في السويد تعتقد بان هذا العمل يسيء للمسلمين، لكنها لا تشعر بالخوف ولا بالذنب. وهي بالتأكيد تدين القتل بكل أشكاله لكنها لا تعتقد أن على اللاجئين القيام بأي عمل لإدانة هكذا فعل، فلديهم ما يكفي من المتاعب.
اما ابنتها فتختلف معها حول موضوع الإساءة إذ تعتقد بأن هذا الفعل لا يسيء للإسلام الحقيقي، لكن ربما يسيء للتشدد الديني بالعموم.
عقلنة المشكلات وضرورة التروي
"منير" أخصائي نفسي سوري لاجئ في السويد يقول: "من الطبيعي أن يتخوف اللاجئون وذلك بسبب انتمائهم للدين الإسلامي، وهو مايثير المخاوف من ربطهم بأعمال العنف التي يبررها الإرهابيون بمرجعية دينية".
وينوه منير إلى ضرورة تفاعل اللاجئين اجتماعيا مع محيطهم بهدف تصدير صورة الإسلام المتسامح والمبادئ الأخلاقية العظيمة التي يحتوي عليها.
أما الدكتورة "ريم الخش" وهي سورية لاجئة في فرنسا، فهي تدين القتل في كل زمان ومكان، وترى بأنه فعل يفتقد للإنسانية والشرف والضمير. وترى بأن ما جرى في فرنسا: "عمل مجرم يسيء إلى من نفذه وأن الإسلام بريء منه، الإسلام دين السلام، المسلم بالتعريف من سلم أخاه من يده ولسانه".
وتضيف الدكتورة: "أنا كمواطنة سورية ثرت على النظام السوري والتحقت بصفوف الشعب الثائر بعدما رأيت بأم عيني كيف كان الأمن السوري يقتل الشبان الثائرين العزل، لقد ثرنا على الطغاة والقتلة فكيف نتمثل بأعمالهم".
وعند سؤالها إن كانت تشعر بالذنب لما حصل قالت: على الإطلاق لا أشعر بأي ذنب. لكني شعرت بالحزن لأن الدم السوري المهدور منذ خمس سنوات لم يحرك مشاعر أحد من العالم".
أما عند سؤالها حول المخاوف من ردود أفعال عنيفة تجاه اللاجئين، فترى الدكتورة أن كل الاحتمالات واردة، لكن كمية الألم والخوف الذي عانى منه السوريين تكفيهم.
وقد علقت الدكتورة على وجود جواز سفر سوري بجوار أحد الارهابيين بالقول إنه أمر يدعو للسخرية.