أخبار الآن | حماة – سوريا (خليل يونس)
على الرغم من أن حلفاء النظام يحملون معظم عبء بعض الجبهات الكبيرة المفتوحة في سوريا الآن، كما في ريف حلب الجنوبي والغربي، إذ أن معظم المقاتلين عناصرها إيرانية وعراقية ولبنانية وأفغانية؛ فإن الجبهات التي أخذ النظام على عاتقه فتحها تعرض فيها لاستنزاف كبير، وكان لا بد من بعض الإجراءات للتعويض وتفادي النتائج التي قد تترتب على هذا الأمر.
حمص .. تغييرات فرضها الاستنزاف وانعدام الثقة!
تعددت جبهات النظام في الريف الحمصي، فهناك العملية العسكرية الكبيرة التي انطلقت في الريف الشمالي للمدنية، وهناك المعارك مع داعش في مهين وعلى حقول النفط والغاز في الشاعر وغيره، وكذلك في ريف تدمر والريف الشرقي. كان لهذا بعض التداعيات في داخل المدينة، يخبرنا "أمجد" الناشط الميداني عن ذلك: "لوحظ في الأيام الأخيرة أن تغييرات بدأت تظهر في نوعية العناصر التي تقف على العديد من حواجز النظام داخل المدينة. رجال كبار في السن، وآخرون يبدو عليهم أنهم مستجدين في هذا المجال. وبعد التقصي، تبين أن الكثير من هؤلاء هم إما ضباط جيش أو موظفون كانوا في التقاعد وتم استدعائهم من جديد لهذه المهمة، وإما من طلاب الجامعة أو موظفين أو مدنيين تطوعوا مؤخراً لمثل هذه المهمة. ولكن لا يعني هذا إقصاء سلطة الأجهزة الأمنية، بل إن هذه الأجهزة بقيت هي المرجعية لهذه الحواجز في ما يخص التعيين والمراقبة والقرارات. سابقاً، كانت هذه الحواجز ممسوكة إما من قبل الأمن أو من قبل ميليشيات الدفاع الوطني، ولجأ النظام حتى إلى تجنيد بعض النساء لكي يتولوا بعض الأدوار الأمنية على حواجز في الأحياء الموالية له".
وحول أسباب هذه التغييرات، يتكلم "أبو علاء" أحد سكان المدينة لأخبار الآن: "يوجد سببان رئيسيان لكل هذا، الأول هو حاجة النظام إلى عناصر بعدما تعرضت قواته لاستنزاف كبير على جبهات حمص المتعددة. السبب الثاني هو التململ والغضب في الأوساط الموالية له التي تعبت من التجاوزات التي يقوم بها شبيحة الدفاع الوطني من اعتداءات وأتاوات والخطف أحياناً، وأيضاً اتهامها بأنها هي المسؤولة عن تمرير السيارات المفخخة إلى بعض الأحياء عبر رشوتها. ونستطيع أن نضيف سبباً ثالثاً هو أن النظام بدأ يخشى على سلطته من هذه الميليشيات التي تجذرت وأصبحت تتمتع بقوة واستقلالية إلى حد ما، وتتجاوز في كثير من الأحيان المرجعية الأمنية الممثلة للنظام".
حماة .. تغييرات على الأرض وملاحقة المتخلفين عن الجيش
واقع الانكسارات المتتالية وتقدم الثوار إلى مشارف صوران والسقيلبية، دعا النظام إلى استنفار كل طاقته لوقف هذا التدهور الذي يعيشه على الجبهات. يقول "ابراهيم الحموي" الناشط الميداني: "قام النظام الآن بسحب الكثير من العساكر إلى الجبهات بعد أن كانوا على حواجز ضمن المدينة أو في أطرافها. ومحل هؤلاء، تم استقدام عناصر مدنية أغلبها من الموظفين لاستلام المهام على الحواجز ولكن تحت إشراف أمني مباشر. وعلى صعيد آخر شهدت المدينة حملة اعتقالات طالت مطلوبين إلى الخدمة في الجيش أو الاحتياط، وهناك أنباء أنه في بعض الأحيان طال الاعتقال حتى من هم مؤجلون بوثيقة رسمية لأسباب دراسية، وطال الاعتقال أبناء المدينة ونازحين أيضاً".
وكان ثمة إعلان قد صدر مؤخراً عن رابطة المحاربين القدماء في حماه، يؤكد على أنه "سيتم اختيار بعض الضباط المتقاعدين للتعاون مع اللجنة الأمنية في مدينة حماه لحفظ النظام على الحواجز بالمدينة وبعض المهام الأخرى التي يتطلبها الموقف الحالي". ويدعو هذا الإعلان "الضباط المتقاعدين والراغبين بالعمل" إلى "تسجيل أسماؤهم لدى رئيس الرابطة".