أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (رواد حيدر)
بات لا يخفى على أحد التحولات التي طرأت على الثورة السورية في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد دخول اليد الروسية وسيطرتها على الأجواء من خلال أسراب الطائرات التي تستهدف يومياً مناطق مأهولة بالسكان، ومقرات للجيش الحر دون غيره من الفصائل.
أكثر من 500 شخص قضوا بقصف الطائرات الروسية منذ 30-9-2015. تاريخ أولى الغارات التي استهدفت يومها مقرات تابعة لتجمع جيش العزة، أحد أكبر فصائل الجيش الحر العامل في ريف حماة.
استهداف الثوار وتحييد داعش من القصف الروسي
وكالعادة لم تغب القلمون عن الساحة، فكان ولا زال لها نصيب من غارات الطيران الروسي، الذي بدأ منذ مطلع الشهر الفائت تنفيذ عشرات الغارات على مقرات للثوار في القلمون الشرقي. مقرات هي ليست ببعيدة عن مواقع داعش التي لم تتعرض لأي غارة حتى الآن، وكأن هذه الطائرات تؤمن غطاءً جوياً لداعش ليستمر في تقدمه هناك.
يذكر "مروان القاضي" الناشط الإعلامي في القلمون الشرقي أن جيش الإسلام كان له النصيب الأكبر من الغارات، والتي قُدّرت وسطياً بست غارات يومياً: "الغارات الروسية التي بدأت مطلع تشرين الأول، استهدفت بمجملها مقرات تابعة لجيش الإسلام في منطقتي الجبل والبتراء، ماعدا غارتين استهدفتا مقراً لتجمع الشهيد أحمد العبدو".
هذه الغارات كانت كفيلة حسب مروان بإيقاف تقدم الثوار في المنطقة، حيث بات داعش أمامهم والنظام خلفهم وطائرتين حربتين روسيتين تكادان لا تفارقان سماء المنطقة، تزامناً مع محاولات داعش التقدم باتجاه بلدتي الرحيبة وجيرود من الجهة الشرقية.
بدوره قال "زكريا الشامي" ناشط من جرود القلمون الغربي: "لا أعتقد أن غارات الطيران الروسي ستؤثر على تحركات الثوار في المنطقة، وإن كان لها أثر سيكون مؤقتاً".
كذلك شنت مروحيات روسية يومي 14 – 15 من الشهر الجاري، غارات بالصواريخ على مواقع ومقرات تابعة لداعش في القلمون الغربي، وتحديداً في جرد مدينة قارة "المنطقة التي يسيطر عليها داعش"، إضافة لأخرى استهدفت مغارات ودشماً كان قد تركها الثوار منذ بضعة أشهر.
وأضاف الشامي لأخبار الآن أن: "الطائرات شوهدت تحلق على ارتفاع منخفض داخل لبنان، قبل أن تجتاز الحدود وتستهدف بصواريخها جرود القلمون الغربي، ما لبثت قنوات لبنانية أن بثت خبراً مفاده أن جميع المواقع التي استُهدفت تابعة لداعش دون التطرق لمواقع الثوار التي ضُربت"؟!.
جمود على الجبهات وتفجير عرسال
كحال السنتين الماضيتين ومع دخول فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة الذي يتصاحب في أغلب الأحيان مع كميات كبيرة من الثلوج، تشهد جبهات القلمون هدوءا في المعارك يكاد يكون توقفاً تاماً، وهو ما يؤثر حسب الشامي "سلباً" على جبهات القتال في محيط العاصمة دمشق.
تفجير عرسال الأخير الذي طال مركزاً لهيئة علماء القلمون، أضاف بدوره مشاكل وضغوطات جديدة للاجئي الخيم، وأضاف لثوار الجرود مشاكل من نوع آخر: "التفجير أثر علينا نفسياً أكثر من تأثيره العسكري أو المدني، لأننا تفاجئنا بأفعال الجيش اللبناني بحق اللاجئين، وتكثيف قصفه لجرود القلمون، حيث بتنا نراه وجهاً ثانياً لحزب الله الذي يسعى لخلق بلبلة في عرسال، ووضع يده عليها من خلال الفتن التي يحاول بثها بين الأهالي والسوريين هناك".
أخيراً وجه الشامي نداءً لجميع الفصائل العاملة في القلمون، للجلوس على طاولة واحدة ونبذ الخلافات القديمة، لاسيما أنهم منذ فترة قريبة وعدوا بعمليات تحرير واسعة ستشمل مدن وبلدات القلمون.