أخبار الآن | اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
تشهد معظم جبهات ريف اللاذقية المحرر عملية برية واسعة يشنها جيش النظام بغية محاولة السيطرة على بعض النقاط الإستراتيجية في جبلي "الأكراد والتركمان" وسط تغطية نارية هي الأعنف منذ أكثر من سنة، يشترك فيها الطيران الحربي الروسي جواً، والراجمات الصاروخية والقذائف العنقودية من التلال والمراصد المحيطة، والبوارج الحربية المتواجة على ساحل اللاذقية.
الجيش الحر يستعيد بعض المحارس في جبل التركمان
بعد محاولات التقدم التي قامت بها قوات النظام يوم أمس عل الجبهة الشمالية- الغربية لريف اللاذقية من محاور "نبع المر و الفرلق والمحمية" سيطرت قوات النظام عل تلة العذر الإستراتيجية وبعض المحارس الأخرى، وبرج زاهية، حيث قام الثوار اليوم 20-11 بشن هجمة معاكسة استعاد على إثرها بعض النقاط المهمة التي خسرها الجيش الحر يوم الخميس، مخلفة عدداً من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام وحلفائه.
أخبار الآن التقت مع المسعف الميداني "أبو علي" المتواجد في محور "تلة العذر" التي شهدت اشتباكات عنيفة اليوم: "تواجدنا على مقربة من خط النار بين الثوار وجيش النظام، وخلال عدة ساعات تمت استعادة برج زاهية الإستراتيجي وعدة محارس أخرى، بالإضافة إلى تلة العذر القريبة من برج الـ45 تحت كثافة نارية عنيفة بالرشاشات الثقيلة من قِبل جيش النظام، حيث أُبطل مفعول الطيران في المنطقة مؤقتاً وذلك لقرب مسافة الاشتباك".
قصف عنيف ولا تقدم على الأرض في جبل الأكراد
يبدو أن الحملة الكبيرة التي قام بها جيش النظام يوم 19-11 على جبهتي جبلي الأكراد والتركمان، لا تكفي لرمي الثقل عليهما سوية، حيث اقتصرت الاشتباكات على الرشاشات الثقيلة وبعض قذائف الهاون من كلا الجانبين، وأدى استهداف الثوار لمنطقة "الجب الأحمر" قتل وجرح حوالي الخمسة جنود تابعين لقوات النظام، بإحدى قذائف الهاون، ناهيك عن القصف اليومي بالطيران الحربي الروسي بالقذائف العنقودية والفراغية.
وشهدت اليوم بلدة "الناجية" القريبة من قرى جبل الأكراد والتي تعد المركز الحيوي والتجاري، للجبلين قصفاً عنيفاً أودى بحياة عدد من المدنيين من أهالي المنطقة والنازحين إليها، وعدد من الجرحى.
"أبو محمد" أحد المتواجدين في البلدة يروي شهادته عن القصف: "تم قصف البلدة بالغارات جوية الروسية ظهر اليوم، مسبباً دماراً كبيراً واستشهاد طفلين وشخصين مجهولي الهوية على الأقل وعدد آخر من الجرحى".
ومع ارتفاع حدة القصف اليومي وسيطرة قوات النظام على عدد من النقاط الإستراتيجية التي تطل على القرى المدنية، ونتيجة الغارات الجوية، شهدت قرى الجبلين موجة نزوح كبيرة باتجاه الشريط الحدودي مع تركيا، حيث قامت أغلب العائلات بنقل الأفراد والحاجيات الأساسية الضرورية بالحياة مع ندرة الخيام لاستيعاب العدد الكبير من اللاجئين من المناطق التي تتعرض للقصف على مدار اليوم.