أخبار الآن | السويداء – سوريا (عبيدة النبواني)
بدأت قوات النظام التابعة لرئيس فرع الأمن العسكري في السويداء "وفيق ناصر"، حملة اعتقالات طالت عدداً من أبناء المحافظة، كان أولها اعتقال أربعين شاباً أثناء توجههم إلى جامعاتهم في العاصمة دمشق، حيث تم إيقاف الحافلة بكاملها على حاجز قرب "مقبرة الشهداء"، واقتيد الشبان مع سائق الحافلة إلى جهة لم يتم الإعلان عنها.
فرع الأمن والسيطرة على السويداء
جاء ذلك بعد اجتماعٍ لوفيق ناصر مع شيوخ العقل وعدد من الوجهاء في المحافظة، ترجمه "ناصر" على أنه تفويض يسمح له بسوق الشبان إلى الخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام، كما يسمح له بإيقافهم على الحواجز ومداهمة المنازل، إضافة إلى توكيله بإنهاء ظاهرة "شيوخ الكرامة"، وسط صمت من قبل الحاضرين، وهو ما سعى إليه النظام طويلاً قبل اغتيال قائد مجموعة "شيوخ الكرامة" وحيد البلعوس.
في ظل هذه التطورات تداول ناشطون من السويداء ما قالوا أنه خطة لإعادة هيكلة حواجز قوات النظام داخل المدينة وعلى أطراف القرى، إضافة إلى الحواجز الطيارة، حيث تم توزيع منشورات على سائقي الباصات تطالب الركاب باصطحاب هوياتهم الشخصية والتأجيل الدراسي أو ما يثبت أنهم غير مطلوبين للخدمة العسكرية.
وهددت المنشورات باعتقال كل من لا تتوفر لديه هذه الوثائق، بينما قال لأخبار الآن "أبو حمزة" أحد الشبان من مدينة صلخد جنوب السويداء، إن عناصر الحواجز يقومون بتمزيق التأجيل وسوق الشبان إلى الخدمة، مشيراً أنه تم تسجيل أكثر من حالة في دمشق وضواحيها خلال الأيام السابقة.
وفي موازاة ذلك يقول ناشطون إن وفيق ناصر وجه تهديداً مبطنا لأهالي السويداء عندما قال لشيوخ العقل إن عدداً من أبناء درعا يحاولون التسلل إلى المنطقة متنكرين بلباس شيوخ دروز، بينما أشار آخرون أن النظام لم يتوانى أبدا عن استخدام ورقة الجماعات المتشددة مثل داعش وجبهة النصرة، لجذب الدروز إلى جانبه، إضافة إلى اعتماده على إثارة فتن قديمة بين أبناء درعا والسويداء، أو بين أهالي المحافظة والبدو المتواجدين فيها.
بيانات ضد ممارسات النظام
بالتزامن مع هذه التطورات أصدرت مجموعات من الشبان في كل من مدينة صلخد وبلدات القريّا والغاريّة والجنينة وعرمان وقرىً أخرى، بيانات تحذر حواجز قوات النظام من اعتقال أي شاب أو مداهمة المنازل، مهددين باقتحام الحواجز التي تعتدي على الشباب بحجة سوقهم للخدمة.
شيوخ الكرامة من جهتهم قالوا فيه إنهم مستمرون على نهج الشيخ "وحيد البلعوس" الذي تم اغتياله قبل نحو شهرين، مشيرين إلى أن إحدى أبرز وصاياه كانت عدم السماح بسوق الشبان إلى الخدمة الإلزامية، حيث أعلن في وقت سابق إلغاء التجنيد الإجباري في السويداء، ومنع اعتقال الشبان على الحواجز.
وقال بيان ينسب إلى مجموعة "شيوخ الكرامة": "اليوم نحذر كل من يحاول قطع الطرق على أبنائنا وسوقهم الى الخدمة الإلزامية مجبرين، لأنهم لو أرادوا ذلك لكانوا في مواقعهم من سنوات عديدة"، مضيفين أنهم سيعتبرون هذا الأمر تعديا على أهالي "جبل العرب"، وأن هذا الكلام يشمل جميع سكان المحافظة دون تفرقة أو طائفية.
وأضاف بيان "شيوخ الكرامة" أيضا: "سوف نساند أي رد فعل أو وقفة احتجاج من قِبَل أهل الشخص المساق للخدمة عند الطلب، كما جرت العادة، وقد أعذر من أنذر"، طبقا لتعبير البيان.
وفي السياق ذاته أفاد مصدر قريب من "شيوخ الكرامة" فضل عدم ذكر اسمه، إن "الشيخ "رأفت البلعوس" قال أنه: "لن يتخلى عن أبناء المحافظة وسكانها، إلا أنه يرغب أن يعتمد الشبان على أنفسهم"، مضيفاً أن الأَولى هو أن يترك أبناء السويداء للدفاع عن منطقتهم، بدل زجهم في معارك ضد السوريين بمناطق أخرى.