أخبار الآن | ريف حماة – سوريا – (مكسيم الحاج)

مع تواصل خسائر النظام البشرية يوماً بعد يوم في جبهات حماة وحمص وحلب، رغم الدعم الروسي والإيراني له، بات النظام بأمس الحاجة لدعم جبهاته بعناصر جديدة تسدّ النقص الكبير الحاصل على نقاطه العسكرية في شتى جبهاته المشتعلة.

استنفار شبيحة النظام للقتال على الجهات

وعلمت أخبار الآن عبر مصادرها من داخل النظام في حماة عن قيام قيادات النظام العسكرية والأمنية في حماة بطلب جميع شبيحة وعناصر الدفاع الوطنية واللجان الشعبية في حماة وريفها إلى القتال بجانب النظام على الجبهات وترك أماكنهم في المناطق الآمنة كمدينة حماة وقراهم الموالية، وقد خصّ القرار بسحب جميع عناصر النظام والشبيحة من مدينة سلميّة وقرية "الكافات" الموالية بريف حماة الشرقي إلى جبهات ريف حماة الشمالي.

فيما أفاد الناشط المعارض "علي" من مدينة السّلميّة بأن القرار جاء بسحب 600 عسكري من حواجز الجيش في المدينة وما حولها إلى جبهات ريف حماة الشمالية، خاصة بعد وصول أنباء لقيادات النظام بأن عناصر الدفاع الوطني في السلمية والكافات متطوعون بالاسم فقط دون أدنى فائدة يقدمونها للنظام، سوى استلام رواتب التطّوع من النظام.

استياء ومظاهرات لأهالي الشبيحة

وبحسب علي، فقد تلقى أهالي عناصر شبيحة النظام في كل من السّلميّة والكافات ذلك القرار بصخب كبير وغضب شديد جراء نقل أبنائهم إلى جبهات الموت كما يعتبرونها في ريف حماة الشمالي، وخاصة بعد تأكيد النظام بأنه سيحافظ على أبناء تلك العائلات في أماكنهم في ريف حماة الشرقي ما إن تطوعوا في صفوف النظام، ولكن سرعان ما نقض العهد وطالب بسحبهم فوراً إلى القتال العسكري ضد الثوار على أشد الجبهات اشتعالا في سوريا.

ويؤكد الناشط عن خروج الأهالي في السلمية والكافات يومي أمس وما قبله مظاهرات مناهضة للقرار ومطالبين النظام بالتراجع عنه والحفاظ على أبنائهم المتطوعين في صفوف النظام لجانبه، وقد خرجت المظاهرات في السلمية أمام مقرات الجيش الشعبي في السلمية مرددين شعارات تقول "ما بدنا مورك" مشيرين إلى مدينة مورك التي سيطر عليها الثوار بريف حماة الشمالي منذ أسابيع.

وأضاف الناشط الميداني بريف حماة الشرقي "أبو ماهر" عن رصدهم لاعتصام الأهالي في قرية الكافات الموالية ضد القرار وضد نقض العهد الذي قام به النظام وغضبهم لخسائر النظام المتلاحقة في شتى أراضي سوريا، خاصة في ريف حماة وخوفهم من اقتراب الثوار أكثر إلى مناطقهم، مشيراً إلى إشعال إطارات وإحراقها في مدخل القرية تنديداً بقرار السحب لأبنائهم المدافعين عن القرية خوفاً من موتهم كما سبق لمئات العناصر من قوات النظام بريف حماة، تحت ذريعة بأن القرية يجب أن يبقى فيها أبنائها للدفاع عنها وحمايتها.

وتحدّث بأن هذا التصعيد الكبير يشكّل خطراً كبيراً على جبهات النظام المشتعلة، والتي تشير إلى خسائر جغرافية أكبر في المعارك الدائرة في سوريا بين الثوار والنظام جراء النقص الحاصل في صفوف الأخير وعدم قدرته على تعويض هذا النقص من عناصر وميليشات تقاتل إلى جانبه عكس ما يقوم به الثوار بدعم بعضهم البعض من جبهة لأخرى.

وقال بأن التصعيد ذاته من المتوقع أن يحصل في عدّة قرى أخرى موالية للنظام بريف حماة الغربي كالسقيلبية ومحردة وغيرها مع وصول قرار سحب العناصر والميليشات إلى جبهات القتال في كل قرية موالية للنظام على التوالي، مع خوف كبير تشهده تلك القرى جراء إفراغها من عناصرها وشبيحتها لتبقى لقمة سائغة أمام الثوار مع تقدمهم الكبير في شتى مناطق وقرى ريف حماة.