أخبار الآن | اسطنبول – تركيا (جابر المر)
تعتبر منطقة الفاتح في العاصمة التركية اسطنبول إحدى أهم المناطق التي يأوي إليها العرب القادمون عموما والسوريون خصوصا، فبيوتها الرخيصة الآجار ومزاجها العربي العام من ناحية تفاصيل الحياة اليومية جعلها ملاذا حميما لمعظم اللاجئين السوريين في اسطنبول.
حملة تركية لتحقيق حلم شهيد سوري
الفاتح تنتصر اليوم لمشروع طال طب الأسنان السوري "ضياء بركات" الذي تعرض منزله في ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية لهجوم إرهابي، وقتل رميًا بالرصاص، هو وزوجته يسر محمد يوسف أبو صالحة، وشقيقتها رزان، وهما فلسطينيتان تحملان الجنسية الأردنية في 11 شباط الفائت.
حلم الطالب ضياء، والذي كان يتجسد بمشروع "ليبتسم السوريون في تركيا"، الذي يهدف لعلاج أسنان أطفال اللاجئين السوريين في المخيمات في تركيا، وتوزيع فراشي ومعجون أسنان عليهم، لقي اهتماما كبيرا بعد استشهاد ضياء، إلى أن تبنّت هذا الحلم بلدية الفاتح باسطنبول، حيث أقامت مشروعا تحت شعار "تحقق حلم ضياء بركات" يهدف إلى تقديم علاج الأسنان لأطفال المخيمات.
ومن ضمن تصريحات أجراها رئيس بلدية الفاتح مصطفى دمير: "نهدف من خلال المشروع، إلى الحصول على دعم الهيئات الإغاثية، من أجل علاج أسنان الأطفال السوريين اللاجئين في المخيمات بتركيا وهناك شاحنة ستخصص لهذا الغرض، ستمر على 25 مخيمًا للاجئين السوريين في تركيا، وتفحص أسنان الأطفال بين 6-12 عامًا، وتوزع عليهم أدوات العناية بالأسنان".
انطلاق العمل في المشروع
يشارك في الحملة التي ستستمر لأربعين يوما أربعون طبيبًا للأسنان وسيستفيد منه 80 ألف طفلا سوريا حسبما جاء في إعلانات الحملة التي بدأت بعلاج أسنان 500 طفل في مخيمات الريحانية بولاية هاتاي، في المرحلة الأولى من المشروع، كما تم توزيع أدوات العناية بالأسنان على أطفال سوريين في اسطنبول وتدريبهم على العناية بأسنانهم.
"ندى" طفلة سورية كانت من المشاركين في المشروع تقول: "هذه أول مرة لا أخاف من طبيب الأسنان، لقد كان الأطباء لطفاء جدا وشرحوا لنا كيف بإمكاننا استخدام الفرشاة والمعجون".
أما "أبو أحمد" الذي أحضر أطفاله الأربعة إلى مكان توزيع أدوات تنظيف الأسنان فيخبرنا التالي: "كنت مارا مع أطفالي من هنا ودخلنا بالصدفة، ظننت الأمر في البداية أنه عبارة عن توزيع أدوات تنظيف أسنان، لكن ما أثار دهشتي هو اللطف الذي تعامل به الأطباء مع الأطفال، والطرق الظريفة التي علموها للأطفال عن آلية تنظيف أسنانهم، لقد استفدت أنا أيضا من طريقتهم بالشرح".
لعل افضل ما يمكن أن تتذكر به شهيد عملية إجرامية كضياء بركات هو أن نواصل السير على دربه في تحقيق هدفه النبيل، ليرتاح ضياء في مثواه، ولتعم الفائدة على أطفال المخيمات الذين باتوا بحاجة لأية مساعدة، ومن أي نوع.