أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا ( جمال الدين العبد الله)
يضطر الثوار في ريف اللاذقية "للانسحاب المؤقت" من بعض النقاط الهامة التي يسيطرون عليها، وذلك تحت وطأة الكثافة النيرانية المتلاحقة التي تقوم بها قوات النظام بشكل يومي على محاور جبلي "الأكراد والتركمان" سواءً بالقصف من البوارج الحربية، أو الراجمات الحديثة، أو الغارات الجوية المكثفة.
ولكن سياسة "الأرض المحروقة" التي يتخذها النظام وحليفه الروسي، قد اعتاد عليها الثوار مؤخراً، فلا مشكلة في الانسحاب دون خسائر بشرية، والعودة في يوم آخر، واغتنام الأسلحة الحديثة، وقتل وجرح العشرات. وطبعاً، مع إعادة السيطرة على المنطقة، كما حصل يوم أمس في برج "زاهية".
برج زاهية صديق للمرة الثانية على التوالي
يقع برج زاهية في إحدى تلال ريف اللاذقية المرتفعة، والذي كان ذات يوم "مخفر حراجي لمراقبة الحرائق"، وتكمن أهميته في كونه مطلاً على عدد كبير من قرى جبل التركمان المحرر، وقربه من الحدود السورية – التركية، ومحاذاته على عدد من المحاور الحساسة، مثل "نبع المر" و "برج الـ45" وقرية "عطيرة".
بعد سيطرة قوات النظام على برج زاهية قام معظم أهالي القرى القريبة من البرج بالنزوح عنها، حيث تم يوم 27-11 اقتحام البرج من عدة جهات ومباغتة العناصر، مع تغييب السلاح الثقيل عن المعركة لكون الاشتباكات قريبة جداً، وتم قتل العديد من قوات النظام والميليشيات المساندة له، واغتنام العديد من العربات والأسلحة المتوسطة والثقيلة.
أخبار الآن التقت مع "رياض" أحد المشاركين في معركة تحرير برج "زاهية" للحديث عن المعركة، يقول: "كان الاقتحام ميسراً، حيث أن العناصر كانت تظن أن القوات الروسية والطائرات ستحميها، تم قتل وجرح العديد من قوات النظام واغتنام دبابتين وصناديق ذخيرة وأسلحة فردية ورشاشات متوسطة وثقيلة و"آلية تركس جنزير" كانت تستخدمه قوات النظام في فتح الطرقات بين الغابات.
ويكمل رياض حديثه عن المحاور الأخرى: "الاشتباكات بدايةً بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون، وفتح العديد من الجبهات المجاورة حيث تم استهداف "قمة الـ45" و"قسطل معاف" بقذائف الهاون، وتدمير رشاش من عيار "23 مم" في نقطة "الزوَيِّك" القريبة من بلدة غمام
الاقتحامات الفاشلة للنظام تستمر .. آليات النظام أصبحت رماداً في جبل الأكراد
لا تزال قوات النظام ترمي بجنودها وشبيحتها للموت في الاقتحامات المتسلسلة الفاشلة في جبل الأكراد، حيث تمكن الثوار من صد عدة هجمات على محاور جبل الأكراد كنقطة "حسّيكو" القريبة من سلمى، واستهداف عناصر النظام التي تحاول التقدم نحو "جبل النوبة" بالرشاشات الثقيلة، وضرب قمة النبي يونس بقذائف الهاون.
أخبار الآن التقت مع الناشط الميداني "أبو حسن" للحديث عن آخر المستجدات حول معارك جبل الأكراد: "اعتدنا وبشكل روتيني على المحاولات المستمرة والفاشلة لقوات النظام للتقدم نحو جبلنا، ولكن فوهات بنادقنا له بالمرصاد، وتم تدمير ناقلة ذخيرة بصاروخ فاغوت على محور الجب الأحمر، وتدمير تركس ليلاً على نفس المحور "بصاروخ" مضاد للدروع".
يبدو أن جبهات الساحل اشتعلت ولم تطفئها حمم النار التي ترميها الطائرات الروسية على قرى الريف المحرر، حيث وحسب أبناء المنطقة، أنهم لن يهدأوا حتى تعود المحارس والنقاط التي خسروها مؤخراً، والأخذ بالثأر للمدنيين العزَّل الذين شُرّدوا عن بيوتهم إلى الخيم في هذا البرد القارس.