أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا (جمال الدين العبد الله)
بعد أكثر من شهر مستمر من المعارك الطاحنة التي شهدتها جبال ريف اللاذقية المحررة "جبلي الأكراد والتركمان" والخسائر البشرية والمادية في الأرواح والعتاد، إثر استهداف الثوار للنظام وآلياته، وإسقاط الطائرة الروسية في الفترة الماضية في الريف اللاذقي، والتي سببت أزمة كبرى بين تركيا وروسيا؛ تهدأ اليوم جبهة الساحل عدا اشتباكات غير مباشرة، وطبعاً استمرار الغارات والقصف على الجبلين.
الجيش الحر في جبل الأكراد يُعيد ترتيب الأرض
بعد المحاولات المستمرة والروتينية لجيش النظام للتقدم على النقاط الإستراتيجية في منطقة جبل الأكراد، والتي اعتادها الثوار وحفظوها عن ظهر قلب، غابت محاولات التسلل تلك، ليقوم الثوار بإعادة تأهيل "المحارس والنقاط الساخنة" وتدعيمها بشكل أفضل، وزيادة عدد المرابطين عليها، وذلك تحسّباً لأي محاولا أخرى مستقبلية، ولتخفيف الأذى الذي يُلحقه القصف اليومي والغارات على المحارس.
أخبار الآن التقت الناشط الميداني "أبو علي اللاذقاني" للحديث عن آخر التطورات في جبهات جبل الأكراد: "لعل النظام توقف عن الاقتحامات لالتقاط أنفاسه، وترتيب أموره بعد الخسائر الهائلة في العدة والعتاد التي كبّدنا له في الفترة الأخيرة، حيث تردنا أنباء بشكل مستمر عن استقدام تعزيزات بشرية وآلية على النقاط الساخنة".
ويُكمل "أبو علي" حديثه عن القصف المستمر على المنطقة: "النظام يُريد أن يرتاح هو أما نحن فلا يجوز!! لم تهدأ لا مدفعيته ولا راجماته ولا بوارجه ولا حتى الطائرات الحربية التي فتحت أوتوستراداً جوياً في سماء المنطقة ذهاباً وإيّاباً، تصل إلى الهدف، تُفرغ حمولتها اللعينة، وتعود إلى مطارها، شهدت المنطقة عودة عدد قليل جداً من المدنيين، غير مهتمين بالخردة التي تطير فوق رؤوسهم، فهي أهون من الموت برداً".
مخيمات اللاجئين امتلأت على الشريط الحدودي
نزحت العديد من العائلات والمدنيين المتواجدين في ريف اللاذقية إلى المخيمات الحدودية، والتي تعد الأكثر أماناً في سوريا لقربها من الشريط الحدودي التركي، الذي بإسقاطه الطائرة الروسية أعطى الكثير من النازحين دفعة معنوية وأماناً أكثر للسكن في تلك المخيمات.
ولكن صعوبة التضاريس والمناخ المحيط بمناطق المخيمات، أثرت سلباً على القادمين الجدد. في البداية استقبل أهالي المخيمات "القدامى" معارفهم وأقربائهم، حتى امتلأت الخيم واكتظت، ولجأ بعض الأهالي إلى السكن ضمن الأراضي الزراعية وأشجار الزيتون، ريثما تقوم المنظمات الإغاثية بإدخال المؤن والألبسة والخيم الضرورية لسد الحاجة.
أخبار الان التقت "أبو رياض" أحد النازحين من جبل التركمان نحو الشريط الحدودي: "الروح هي أغلى ما يملك الإنسان، لكن المرض والضغط النفسي هو أصعب، فور نزوحنا كانت الأمور صعبة، لكن بعد إدخال الغذاء والدواء والألبسة والخيم، أصبح الأمر جيداً نوعاً ما، لكن لا يُغني عن المنزل أي شيء، لولا أطفالي وزوجتي لما بقيت هنا".
ينتظر النازحون أية فرصة يتوقف فيها القصف، وتعود الأمور على ما كانت عليه منذ أكثر من شهر، لتعود الحياة لريف اللاذقية؛ الذي طغى عليه طابع الحرب والقصف والخوف في الآونة الأخيرة.