أخبار الآن | حمص – سوريا – (مكسيم الحاج)

يشهد حي الوعر المحاصر في مدينة حمص السورية، آخر معاقل المعارضة والذي يسكن بداخله أكثر من 12 ألف نسمة؛ توقعات لهدنة مرتقبة بين كل من النظام والمعارضة بوسيط من الأمم المتحدة وذلك بهدف وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.

تفاصيل اجتماع الهدنة

وفي حديث لأخبار الآن مع مدير مركز حمص الإعلامي "أسامة أبو زيد" والموجود في حي الوعر بحمص تحدث عن اجتماع تم عقده قبل يوم أمس في مدينة حمص بين ممثلين عن النظام وعلى رأسهم اللواء "ديب زيتون" رئيس المخابرات العامة ومحافظ مدينة حمص "طلال البرازي"، وحضر الاجتماع ممثلين عن المعارضة ووجهاء من حي الوعر المحاصر، وذلك لتوقيع مرتقب لهدنة في حي الوعر حيث أنّ هذه الهدنة معلقّة منذ عام وأربعة أشهر، وقد حضر الاجتماع رموز من الأمم المتحدة أبرزها "يعقوب الحلو" سفير الأمم المتحدة في سوريا و"خولة مطر" مديرة مكتب المبعوث الأممي دي مستورا.

وفي تفاصيل ما تم الوصول إليه، تحدّث "أسامة" بأن كلا الطرفين اتفقا على عدّة بنود هامة ضمن موافقة شفهية لكن لم يتم التوقيع عليها حتى الآن، وأبرز تلك البنود هي وقف إطلاق النار بين الطرفين خلال فترة الهدنة المبرمة، وفتح المعابر وتسهيل حركة المدنيين إلى داخل وخارج حي الوعر عبر حاجز دوار المهندسين التابع للنظام الذي سيفتح للمشاة فقط، والسماح للمنظمات الإنسانية بممارسة أعمالها وتقديم المساعدات الإنسانية المختلفة العاجلة للحي، وفتح القصر العدلي في المرحلة الثانية للاتفاق. كما تم الاتفاق على تقديم لوائح بالمعتقلين في مدينة حمص والذي وصل عددهم إلى أكثر من خمسة آلاف معتقل بين مفقود ومخطوف ومعتقل ومحوّل للقضاء سيتم إطلاق سراحهم فيما بعد، مقابل تسليم جزء صغير من السلاح.

شملت البنود أيضا خروج حالات خاصة ورافضة للاتفاق بأعداد ونسب قليلة جداً إلى وجهة من المحتمل أن تكون ريف حماة أو ريف إدلب بسلاحهم الفردي لأنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية التي تقع عليهم أثناء فترة الهدنة.

في أسباب الهدنة وحقيقة الاتفاق

وأشار الناشط الميداني في حي الوعر "محمد السباعي" والمتواصل مع الفريق القائم على الهدنة في الحي، بأن العوامل التي دفعت الحي لعقد هدنة كهذه كانت دخول الحي في كارثة إنسانية حقيقية دفعت قوات النظام لزيادة بطشها واتباع سياسة التجويع والموت البطيء مع الأهالي وكان آخرها تقليل عدد ربطات الخبز التي تدخل الحي، ما جعله يغرق في كارثة غذائية حقيقية. بالإضافة لطبيعة الحي الديمغرافية التي يحاول النظام تغييرها كما فعل مع ثلاثة عشر حيّاً من أحياء حمص القديمة، مؤكداً بأن إبرام الهدنة غير نابع عن ضعف عسكري من ثوار الحي أبداً.

كما نفى السباعي الإشاعات التي يتم ترويجها خصوصاً من قبل النظام عن خروج أعداد كبير من المسلحين من داخل الحي تصل إلى الآلاف بالإضافة لدخول جيش النظام للحي وسيطرته الكاملة على الحي. حيث أن الحقيقة هي استمرار الطابع الثوري المعارض في الحي وعدم دخول جيش النظام إليه ومنع تشكيل لجان شعبية مشتركة داخل الحي كما يروّج النظام، وليس هناك خروج للثوار بشكل كامل من الحي. كما أكّد الحمصي بأن الهدنة لا تنصّ على التسويات ضمن الحي إنما هو أمر متعلق بالنظام فقط.

كشف حقائق من أروقة النظام

وكشفت أخبار الآن عبر مصادرها من داخل النظام في حمص عن بعض التفاصيل الحاصلة في أروقة النظام جراء إبرام هذه الهدنة مع لجنة حي الوعر، فكان الرأي الأمني رافض للهدنة بشكل كامل ورأى بأنها خروج عن المسار العام لتعامل النظام مع المناطق الثورية العامة والمحاصرة، حيث اختلفت آراء ضبّاط النظام في إنهاء وضع حي الوعر دون هدنة مبرمة، كان منها تدمير حي الوعر بشكل كامل كما حصل في كثير من أحياء حمص القديمة، أو اقتحام قوات خاصة للحي وإنهاء الوجود العسكري الثوري بداخله، ومنها من أصرّ على خروج المسلحين من داخل الحي والإبقاء على المدنيين في وضعهم الحالي ولكن تحت سلطة النظام كباقي أحياء حمص كالغوطة والحمرا وغيرها.

وأضاف "محمد" أحد أهالي حي الوعر بحمص، بأن الهدنة ستقوم بحّل هذه الكارثة الإنسانية إلى حدّ ما إن تم تطبيق بنودها بشكلها الصحيح، شريطة بقاء الثوار والطابع الثوري داخل الحي، ومنع دخول عناصر النظام وميليشاتهم خوفاً من مجازر قد ترتكب بحق الأهالي المدنيين.

وأوضح أن الأهالي يقفون بشكل كبير إلى جانب اللجنة المفاوضة في حي الوعر، مؤكداً دخول مواد غذائية تجارية صباح اليوم إلى حي الوعر بحمص، منتظرين المواد التي سترسلها الأمم المتحدة إلى الأهالي المحاصرين في داخل الحي.