أخبار الآن | السويد – تحقيقات (عادل سليمان)
في شمال أوربا شديد البرودة، تحديدا في السويد ملجأهم الثاني بعد سوريا، يبحث اللاجئون الفلسطينيون والسوريون عن الدفء، في لوحة قادمة من مخيم اليرموك أو في بيت شعر ربما، أو في لقاء مع كانوا هناك.
"باب الشمس" هو الاسم الذي اختاره عدد من الشباب والفنانين الفلسطينيين السوريين اللاجئين إلى السويد من سوريا، ليكون عنوانا لمركزهم الثقافي والذي اختاروا يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني موعدا لافتتاحه.
باب الشمس .. مركز ثقافي فلسطيني وعربي
يعيش المجتمع السويدي على وقع موجات اللجوء من سوريا، التي هرب منها الكثير تحت ضغط العنف والحرب، شاملة السوريين والفلسطينيين السوريين. لذلك كان لابد من جهود مختلفة توضح روح العمل والجانب الثقافي والاجتماعي والثوري لمجتمعات اللاجئين الأصلية.
هكذا كان تأسيس مركز "باب الشمس" خطوة في المسار الصحيح نحو الخروج من حالة اللجوء والشفقة إلى وضع من الفاعلية والتفاعل.
أخبار الآن التقت الفنان المصور الصحفي "فادي خطاب" أحد مؤسسي المركز والذي حدثنا عن المركز، أهدافه وطموحات القائمين عليه الصعوبات وما إلى ذلك.
يقول فادي: "نتوجه في خطابنا إلى المجتمع السويدي، عبر التواصل مع النخب المثقفة من فنانين وكتاب ومهتمين، لاعتقادنا أنها الطريق الأقرب في إيصال صورة عن ثقافتنا الفلسطينية خصوصا والعربية عموما، للوصول إلى مجتمع منغلق إى حد ما، فالمجتمع السويدي يعتبر من المجتمعات المحافظة في أوربا.
أما فيما يخص اللاجئين الجدد، فنحن كمركز ثقافي نسعى إلى مساعدة النخب المثقفة من فنانين وأدباء ومهتمين بالشأن الثقافي، وذلك عن طريق تأمين منبر يمكنهم من خلاله نشر نتاجهم الثقافي، من أمسيات شعرية وفنية ومعارض ومختلف النشاطات الثقافية المنوعة.
كذلك سيحاول المركز القيام بدور اجتماعي عن طريق خلق فرص للتعارف بين الفنانين والمثقفين الفلسطينيين الواصلين حديثا إلى السويد مع نظرائهم السويديين مما يفتح أمامهم آفاق واسعة لنشر نتاجهم الثقافي.
دعم الثورة السورية
وبالحديث عن الصعوبات والمعوقات التي واجهت القائمين على المركز، أوضح لنا فادي بأن الاصطفاف السياسي كان من أكبر المعوقات، إذ وبشكل عام تنقسم الجالية العربية هنا، بين مؤيدين للسلطات الحاكمة في بلادهم، ومعارضين يؤيدون ثورات الربيع العربي. وللأسف فإن هذا الانقسام يطال حتى النخب المثقفة منهم، التي من واجبها التاريخي الوقوف مع ثورات الشعوب ضد هيمنة وظلم السلطات، لا أن تصطف ضمن المصفقين لها.
ونحن كحالة فلسطينية مستقلة نقف إلى جانب ثورات الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، فالشعب الفلسطيني من أكثر الشعوب التي عانت من الظلم، ومن حرمان الحريات التي تطالب بها اليوم الشعوب العربية اليوم كالشعب السوري، لذلك لا يمكن إلا أن نكون معهم قلبا وقالبا.
مستقلين ماليا وإيديولوجيا
أما عن موضوع التمويل، فيقول "خطاب" أنه: "خاص منا كأشخاص قائمين على المركز، ولا نتلقى أي دعم من أي جهة حكومية أو غير حكومية. نحن مجموعة من الشباب اللاجئين الجدد والقدامى ممن أمضوا سنوات هنا، قمنا و بجهد جماعي بإنشاء هذا المركز ولا نتبع لأي مؤسسة أو تنظيم".
بهذه الكلمات أنهى فادي حواره معنا، آملين بان يكون باب الشمس بوابة الحرية للشعوب العربية وفي مقدمتها سوريا وفلسطين.